للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة القمر]

مكية وهي خمس وخمسون آية

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ آيَةً (١) فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ فَنَزَلَتِ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ ﴿وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾ ﴿وَإِن يَرَوْاْ آيَةً﴾ ﴿يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ﴾ (٢).

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهُ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ بِمِنًى فَانْشَقَّ الْقَمَرُ فِلْقَتَينِ فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ : «اشْهَدُوا». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ وَالشَّيْخَانِ. وَلِلتِّرْمِذِيِّ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ حَتَّى صَارَ فِرْقَتَيْنِ عَلَى هذَا الْجَبَلِ وَعَلَى هذَا الْجَبَلِ (٣)، فَقَالُوا: سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ كَانَ سَحَرَنَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ (٤).

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ (٥).

قَالَ قَتَادَةُ : أَبْقَى اللَّهُ سَفِينَةَ نوحٍ حَتَّى أَدْرَكَهَا أَوَائِلُ هذِهِ الْأُمَّةِ.


سورة القمر مكية وهي خمس وخمسون آية
(١) معجزة تدل على نبُوَّته.
(٢) ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ قربت القيامة ﴿وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ انفلق فلقتين نزلت إحداهما على أبي قبيس والأخرى على قعيقعان جبلان بمكة ﴿وَإِنْ يَرَوْا﴾ كفار قريش ﴿آيَةً﴾ معجزة له : ﴿يُعْرِضُوا﴾ عنه ﴿وَيَقُولُوا﴾ له هذا ﴿سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ قوي دائم حيث تعدى إلى السماء.
(٣) أبي قبيس وقعيقعان السالفين.
(٤) أي اسألوا أهل الآفاق هل رأوا ذلك، فكفار قريش كانوا يظنون أن كل معجزة منه سحر فطلبوا آية سماوية واتفقوا على انشقاق القمر فتواعدوا في ليلة واجتمعوا فلما جاء الوقت قال : انظروا فنظروا جميعا فرأوا أن القمر انشق شقتين نزلت كل واحدة وحدها فقال اشهدوا، فقالوا لقد سحر الأرض والسماء إن هذا سحر مستمر.
(٥) ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا﴾ سفينة نوح ﴿آيَةً﴾ لمن يعتبر بها ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ معتبر يتعظ بها فإنها بقيت بالجودي - جبل بجزيرة العرب قرب الموصل - حتى رآها أوائل الأمة المحمدية.

<<  <  ج: ص:  >  >>