للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة الأنعام (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾.

• عَنْ عَلِيَ قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ : إِنَّا لَا نُكَذِّبُكَ وَلكِنْ نُكَذِّبُ بِمَا جِئْتَ بِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ﴾ (٢) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ: ﴿أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾» (٣) قَالَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾» قَالَ: «هذَا أَهْوَنُ أَوْ هذَا أَيْسَرُ» (٤). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي هذِهِ الْآيَةِ: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾. فَقَالَ : «أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ» (٥). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.


سورة الأنعام
(١) سميت بهذا الذكر الأنعام فيها كثيرة كقول الله تعالى ﴿ومن الأنعام حمولة وفرشًا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين﴾، روي أنه لما نزلت سورة الأنعام نزل معها موكب من الملائكة سد الخافقين لهم دوي بالتسبيح، والأرض بهم ترتج ورسول الله يقول سبحان الله العظيم، وروى أنها نزلت ليلا بمكة وحولها سبعون ألف ملك يجأرون إلى الله بالتسبيح.
(٢) أي من السماء كالحجارة والصيحة.
(٣) أي من الأرض كالخسف والإغراق.
(٤) أو يلبسكم شيعًا أي يخلطكم فرقا مختلفة الأهواء. ويذيق بعضكم بأس بعض أي يقاتل بعضكم بعضا، فقال هذا أهون أو أيسر لأن الفتن بين الخلق وعذاب بعضهم لبعض أهون من عذاب الله تعالى.
(٥) أي أنها ستقع لا محالة، ومنه حديث أحمد في هذه الآية: من أربع وكلهن واقع لا محالة، ولا منافاة بين هذه الأحاديث لأن النبي تعوذ بالله من عذاب السماء والأرض العام فأجابه الله فلم يقع في حياته ولا بعد موته بخلاف الخاص منه فإنه وقع وعلمه الناس كثيرا كالبراكين التى =

<<  <  ج: ص:  >  >>