للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (١).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ غَبَرَةٌ

وَقَتَرَةٌ» (٢)، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنّكَ وَعَدْتَنِي أَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فَأَيُّ خِزِيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾. ثُمَّ يُقَالُ يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ (٣) فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِبْحٍ مُلْتَطِخٍ فَيُؤخَذُ بِقَوَائِمهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ﴾ شَقَّ ذلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: لَيْسَ ذلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ ﴿يبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾. (٤) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالشَّيْخَانِ.


= تظهر من حين لآخر في بقاع الأرض وسيقع إلى قيام الساعة لهذين الحديثين ولما يأتي في علامات الساعة إن شاء الله، أما اختلاف الناس وقال بعضهم لبعض فذاك واقع من أيام أولاد آدم إلى أن تقوم الساعة، قال تعالى ﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم﴾.
(١) واذكر يا محمد ﴿إذ قال إبراهيم لأبيه آزر﴾ (ولقبه تارخ بالخاء والحاء أو هذا اسمه وآزر لقبه) ﴿أتتخذ أصناما آلهة﴾ تعبدها ﴿إني أراك وقومك في ضلال مبين﴾ أي بين بعبادة الأصنام.
(٢) الغبرة والقترة كالفجرة غبار وظلمة وسواد.
(٣) أي انظر ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذبيح يتقلب في دمه فيؤخذ فيلقى في النار هذا تمثيل لحال آزر. فللكافر النار ولو كان أصله أو فرعه نبيا ورسولا.
(٤) فالمراد بالظلم الشرك الجلى والخفى، وتقدم الشرك في كتاب النية والإخلاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>