للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِنَا؟ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ رَسُولُ اللَّهِ (١)، قَالَ: وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فِينَا فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ هؤُلَاءِ (٢)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالشَّيْخَانِ.

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ فَثَارَ النَّاسُ إِلا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّواْ إِلَيْهَا (٣)﴾. رَوَاهُ الْبُخَارِي وَالتِّرْمِذِيُّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

سورة المنافقون (٤)

مدنية وهي إحدى عشرة آية

• عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي (٥) فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيَ ابْنَ سَلُولَ


(١) حتى سأل ثلاثا.
(٢) من فارس، ومعنى الآية "وآخرين منهم" عطف على ما قبلها أي
وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم "وآخرين" الموجودين "منهم" والآتين منهم بعدهم "لما" لم "يلحقوا بهم" في الفضل والسبق للإسلام والشرف؛ فلما سألوا النبي عنهم قال: فارس؛ لأنهم أقوى الناس إيمانا أي بعد الأصحاب .
(٣) أقبلت عير أي تجارة قدم بها دحية الكلبي من الشام وفيها كل ما يحتاجون إليه كدقيق وزيت يتقدمها الطبل والمزمار فرحًا بها لأنها صادفت غلاء بالمدينة وكان النبي يخطب الناس يوم الجمعة فخرجوا ولم يبق إلا اثنا عشر وقيل ثلاثة عشر أو أربعة عشر أو أربعون، منهم أبو بكر وعمر وكبار الأصحاب، لهذا اختلف الأئمة في العدد الذي تنعقد به الجمعة؛ فأنزل الله تعالى ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ خرجوا للتجارة ﴿وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ وإنما خرجوا حال الخطبة لأنهم كانوا يصلون الجمعة قبلها كالعيد؛ فلما خرجوا ونزلت الآية قدم النبي الخطبة وأخر الصلاة، وفي الحديث "لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا" نسأل الله التوفيق آمين.

سورة المنافقون مدنية وهي إحدى عشرة آية
(٤) سميت بهذا لأنها نزلت في المنافقين.
(٥) هو سعد بن عبادة أو عبد الله بن رواحة وكانوا في شدة وضنك في غزوة تبوك أو بني المصطلق وتشاجر رجل مهاجري مع رجل أنصارى وسيأتي اسمهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>