للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه النميمة (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿هَمَّازٍ مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (٢)﴾.

• عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بالْحدِيثِ ثمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ (٣)»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٤).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ (٥) إِلا ثَلَاثَة مَجَالِسَ؛ سَفْكُ دَمٍ حَرَامٍ أَوْ فَرْجٌ حَرَامٌ أَوِ اقْتِطَاعُ مَالٍ بِغَيْرِ حَقَ (٦)»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٧).

• عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: كنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ (٨) فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَة : سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ (٩)».

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهؤُلَاءِ بِوَجْهٍ (١٠)»، رَوَاهُمَا الْأَرْبَعَةُ.


ومنه النميمة
(١) النميمة: هي السعي بين الناس بالكلام أي نقل كلام بعضهم لبعض على وجه الإفساد بينهم وهي من كبائر الذنوب ولو كان صادقا فيما نقله كأن سمع شخصًا يذم آخر في غيبته فنقل ما سمعه له بدون زيادة، وقيل في هذا لغز: ما قولك في صدق يؤدي إلى النار وكذب يؤدي إلى الجنة. الجواب الأول: النميمة، والثاني: الكلام لإصلاح المتخاصمين ولو بكذب ليؤلف بينهم فإنه مطلوب كما يأتي.
(٢) أول الآية ﴿ولا تطع كل حلاف﴾ كثير الحلف بالباطل ﴿مهين﴾ حقير ﴿هماز﴾ عياب للناس ﴿مشاء بنميم﴾ ساع بالإفساد ﴿مناع للخير﴾ بخيل بالمال عن الحقوق ﴿معتد أثيم﴾ ظالم آثم.
(٣) لا ينبغي إفشاء هذا الحديث إلا بإذن من قائله.
(٤) بسند حسن.
(٥) أي تحسن وتكمل بالأمانة، فلا يجوز نقل ما دار فيها وإلا كان نميمة إلا إذا كان لا يؤذي أحدا.
(٦) فمن سمع في مجلس أنهم يقصدون أحدا بسوء كقتل أو زنا أو أخذ مال بغير حق وجب إفشاؤه دفعا للمفسدة ووجب تبليغ من يقصد بالسوء ليأخذ حذره.
(٧) بسند حسن.
(٨) يبلغه ما يقال عنه في المجالس.
(٩) من قت الحديث: نمه على وجه الإفساد، ولفظ مسلم: لا يدخل الجنة نمام أي إن استحلها أو مع السابقين.
(١٠) ولفظ البخاري: تجدون من شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين أي الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ويظهر لها أنه معها ومخالف لغيرها وهذا وصف المنافقين في قوله تعالى: ﴿مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>