للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُوَ مُسَجًّى (١) بِبُرْدِ حِبَرَةٍ (٢)، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ (٣) عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْن (٤) أَمَّا المَوْتَةُ الَّتِي كتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْمُتَّهَا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُقَبِّلُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ (٥) وَهُوَ مَيِّتٌ حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

ما فعل بالنبي حين موته (٧)

• عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: سُجِّيَ (٨) رَسُولُ اللَّهِ حِينَ مَاتَ بِثَوْبِ حِبَرَةٍ. رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

• عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِي (٩) قَالَ: غَسَلَ النَّبِيَّ عَلِيٌّ وَالفَضْلُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (١٠) وَهُمْ أَدْخَلوهُ فِي قَبْرِهِ فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ قَالَ: إِنَّمَا يَلِي الرَّجُلَ أَهْلُهُ (١١). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ قَالَوا: مَا نَدْرِي أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللَّهِ مِنْ ثِيَابِهِ (١٢) كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا أَوْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَلْقَى اللَّهُ


(١) كمغطى وزنًا ومعنى.
(٢) كعنبة مضافا إلى برد، وهو ثوب يمانى مخطط، أو أخضر، وكان أشرف ملابسهم.
(٣) أكب، لازم مع أن ثلاثيه متعد خلاف المشهور، فهو من النوادر أي مال عليه فقبله بين عينيه وبكى.
(٤) رد لقول بعض الناس إن الله سيبعث نبيه، فيقطع أيدى رجال وأرجلهم.
(٥) على خديه وهو أخو النبي من الرضاع، ففيهما جواز كشف الميت وتقبيله شفقة به أو تعظيما له أو تبركا به.
(٦) بسند صحيح.

ما فعل بالنبي حين موته
(٧) اشتد مرض النبي وهو في يوم عائشة وفى بيتها، ولما احتضر كان بين يديه إناء فيه ماء، فجعل يدخل يده في الماء ويمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات؟ ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى. حتى قبض ومالت يده، رواه البخارى والترمذى، وقالت عائشة: ما أغبط أحدًا بهون موته بعد الذي رأيته من شدة موت رسول الله . رواه الترمذى.
(٨) بلفظ المجهول أي غطى.
(٩) هو تابعى وقد سقط منه الصحابى فهو مرسل، قال في البيقونية:
ومرسل منه الصحابى سقط … وقل غريب ما روى راو فقط
(١٠) عليّ بن أبى طالب عم النبي والفضل بن العباس عم النبي ، وأسامة بن زيد مولى النبي ، وورد أنه كان معهم العباس وشقران وقثم.
(١١) أي الأقربون منهم.
(١٢) نعريه منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>