(١) بلال بن رباح حبشي الأصل أسود اللون طويل نحيف خفيف العارضين، كان مملوكا لبنى جمح فلما سمع بالإسلام بادر إليه فصار أسياده يعذبونه عذابًا شديدا على الإسلام فلا يرجع، وكان أمية بن خلف يوالى تعذيبه ويغرى به الولدان يطوفون به في شعاب مكة يعذبونه ويشهرون به فلا يفتر لسانه عن قول: أحد، أحد، وكان هلاك أمية هذا على يده. فقال له أبو بكر أبياتًا منها: هنيئا زادك الرحمن خيرا … فقد أدركت ثأرك يا بلال فلما اشتد تعذيبه ودفنوه في الحجارة حيا اشتراه أبو بكر بخمس أواق وأعتقه لله تعالى ﵃ وأرضاهم أجمعين. (٢) فقول عمر (الذي هو من الملهمين) هذا في حق بلال له شأن كبير. (٣) أراد بلال بعد موت النبي ﷺ أن يخرج للجهاد فمنعه أبو بكر وطلب منه البقاء مؤذنا كما كان فقال له بلال ذلك، فأنشده بالله أن يقيم معه فأقام معه حتى مات. ولما تولى عمر طلب منه الخروج للجهاد وقال: إنى أرى الجهاد للمؤمن أفضل عمل، فأذن له عمر فخرج للشام مجاهدا وبقى بها حتى توفى بطاعون عمواس بدمشق سنة عشرين عن ثلاث وستين سنة ﵁، وأذن بالشام مرة واحدة فبكى وأبكى السامعين ﵀. (٤) خشف نعليك أي سمعت خفق نعليك وصوت مشيك أمامي في الجنة فما الذي تعمله صالحا؟ قال: الصلاة بعد كل وضوء وسبق: ما أحدثت ليلا أو نهارًا إلا توضأت وصليت ركعتين، ففيه عظيم فضل الوضوء والصلاة عند كل حدث، وفيه مزيد فضل بلال لأنه ﷺ رآه في الجنة يمشي أمامه، فتلك مكانة عظمى ومنزلة عليا ﵁ وأرضاه وحشرنا في زمرته آمين.