كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

الباب الثالث: فيما يحرم على المحرم: ـ منها لبس الثياب والطيب - للمحرم الغسل والحجامة والكحل - ج: 2 - ص: 118

[للمحرم الغسل والحجامة والكحل]

• عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ﵁ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيِّ ﷺ يَغْتَسِلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَحَرَّكَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ وَقَالَ: هكَذَا رَأَيْتُهُ ﷺ يَفْعَلُ (١). رَوَاهُ الثَّلَاثَة.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ بِلَحْي جَمَلٍ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ (٢). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ. وَزَادَ أَبُو دَاوُدَ: مِنْ دَاءٍ كَانَ بِهِ.

• عَنْ عُثْمَانَ ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي الرَّجُلِ إِذَا اشْتَكَى عَيْنَيْهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ ضَمَّدَهُمَا بِالصَّبِرِ (٣). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا الْبُخَارِيَّ.

الإهلال من الميقات (٤)

• عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ﵁ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ تَجَرَّدَ لإِهْلَالِهِ وَاغْتَسَلَ (٥). رَوَاهُ

---

= بمنى ليالى التشريق إلا السقاة والرعاة فلا يجب عليهم المبيت ولا النزول بمزدلفة، والحلق أو التقصير ورمي الجمار وطواف الوداع، وهذه واجبات مستقلة فلا ينافي أن هناك واجبات تابعة لبعض المناسك كالطواف وستأتي كلها وافية إن شاء الله.

للحرم الغسل والحجامة والكحل
(١) سببه أن ابن عباس والمسور اختلفا هل يغسل المحرم رأسه أو لا فأرسلا رسولا إلى أبي أيوب فذكر الحديث، وأكده بأنه كان يدلك رأسه من أمام إلى خلف وعكسه.
(٢) اللحى بفتح فسكون موضع بطريق مكة؛ ووسط بفتحتين فيما كان متصل الأجزاء كالدار والرأس، أما ما كان متفرق الأجزاء كالناس والدواب فبالسكون.
(٣) ضمدها بالتشديد وعدمه، والصبر - ككتف - دواء مر معروف، فللمحرم مداوة عينيه بأي دواء غير معطر، وله أن يحتجم عند الحاجة، وله أن يغتسل ولو للتنظف أو التبرد، ولكن يدلك رأسه خفيفا لئلا يتساقط من شعره شيء، والله أعلم.

الإهلال من الميقات
(٤) الإهلال في الأصل رفع الصوت بالتلبية، ثم أطلق على الإحرام بالحج أو بالعمرة أو بهما أي نية الدخول في ذلك، فهو الركن الأول للحج أو العمرة وبقيتها للحج، الوقوف بعرفة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، وهذه أركان الحج عند مالك وأحمد والشافعي وزاد عليها الحلق أو التقصير وترتيب المعظم بتقديم الوقوف على طواف الإفاضة وتقديم الطواف على السعي، وعند الحنفية للحج ركنان فقط وهما الوقوف بعرفة ومعظم طواف الإفاضة وهو أربعة أشواط والثلاثة الباقية واجبة فقط، وستأتي هذه الأركان وافية إن شاء الله.
(٥) تجرد أي من ملابسه العادية.