للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَتَشْفَعَ فِي حَدَ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟» ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». وَفِي رِوَايَةٍ «ثُمَّ أَمَرَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا (١)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

وَلِلنَّسَائِيِّ: إِقَامَةُ حَدَ بِأَرْضٍ خَيْرٌ لِأَهْلِهَا مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (٢). نَسْأَلُ اللَّهَ السَّتْرَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا يُحبُّ وَيَرْضى آمِين.

خاتمة: الحدود جوابر (٣)

• عَنْ عُبَادَةَ (٤) بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ فَمَنْ وَفَى (٥) مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ شَيْئاً مِنْ ذلِكَ فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنيَا


(١) المرأة المخزومية هي فاطمة بنت الأسود المخزومي من بني مخزوم قبيلة قرشية مشهورة، ففاطمة هذه سرقت حليا فاهتم لها قريش لشرفها فيهم وخافوا الفضيحة من الحد عليها وفكروا فيمن يشفع لها عند النبي فوقع اختيارهم على أسامة بن زيد، حب أي محبوب رسول الله ، فكلمه أسامة في رفع الحد عنها فقال رسول الله : لا تشفع في حد من الحدود .. ثم خطبهم فقال: إنما هلك السابقون لأنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف أي الغني تركوه لغناه، وإذا سرق الضعيف حدوه، وايم الله بقطع الهمزة ووصلها وبضم الميم أي وايم الله قسمي لو سرقت فاطمة بنتي لأقمت الحد عليها، ومعلوم أنها أحب الناس إليه وهي التي بقيت بعد وفاة أولادهم كلهم، ومنها كان النسل الشريف الحسن والحسين وذريتهما .
(٢) ففي إقامة الحدود كسر لشوكة الظالمين وإخافة لأهل الشر والمفسدين، فتحفظ الأرواح والأعراض والأموال بإرادة الله تعالى. والله أعلى وأعلم نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى آمين.

خاتمة الحدود جوابر
(٣) فإقامة الحد على من ارتكب تكفر ذنبه لقول رسول الله فيمن زنى وقدم نفسه فرجم» لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم» ولقوله الآتي: فهو كفارة له.
(٤) فعبادة هذا أحد النقباء الذين بايعوا النبي ، ليلة العقبة.
(٥) قوله فمن وفى بالتشديد وعدمه فأجره على الله وفي رواية: فله الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>