(١) أي لا خير في كثير من حديث الناس في اجتماعهم إلا حديثهم في الحث على الصدقة أو المعروف أو الصلح بين الناس ولمن يفعل ذلك الأجر العظيم. (٢) فأبغض الناس عند الله الألد شديد الخصومة. الخصم بفتح فكسر كثير الخصومة لأنه شر وخطر على الناس بخلاف من يميل للصلح ويسعى فيه فهو خير الناس. (٣) أي ذهب ليصلح بينهم من تلقاء نفسه كما هو الظاهر فإن الصلح بين الناس أمر عظيم ولنا فيه ﷺ قدوة حسنة. (٤) أي ليس كاذبا من شرع في الصلح وقال قولا خيرا عنهما ونشره ليقرب بينهما أو نمى خيرًا أي بلّغ كلا منهما عن الآخر خبرا لم يسمعه منهما. كقوله لأحدهما فلان خصمك لا يقول فيك إلا خيرا ويقول أنا المخطئ، فهذا كذب للإصلاح لا إثم فيه، بل فيه أجر كبير. ومنه لغز، وهو: ما قولك في كذب يؤدي إلى الجنة وصدق يؤدي إلى النار؟ الجواب الأول الكذب للإصلاح، والثاني نقل العيبة إلى صاحبها. وسيأتي في الأخلاق ما يجوز فيه الكذب إن شاء الله. (٥) بسند صحيح. (٦) فإصلاح ذات البين - أي ذات بينكم، أي الحالة التي بينكم وهي مضمرات الصدور كالحقد والعداوة - أعلى درجة من الصلاة والصيام والصدقة لأن العداوة بين الناس مصدر لكل شر. وأما فساد ذات البين فهي الحالقة التي تحلق الدين وتذهبه. نسأل الله التوفيق آمين.