للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي بَكْرٍ عن النَّبِيِّ قَالَ: «مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُؤْمِناً أَوْ مَكَرَ بِه (١)». رَوَى التِّرْمِذِيُّ هذِهِ الثَّلَاثَةَ (٢).

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ (٣)» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ (٤).

أظلم الناس من يظلم نفسه (٥)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظيمُ.

• عَنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي هذَا الْمَسْجِدِ وَمَا نَسِينَا مُنْذ حَدَّثَنَا وَمَا نَخْشى أَنْ يَكونَ جُنْدُبٌ كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّيناً فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ (٦)» قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة (٧)»، رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي آخِرِ بَدْءِ الْخَلْقِ، نَسْأَلُ اللَّهَ السَّتْرَ وَالسَّلامَةَ آمِين.


(١) ومن مكر بمؤمن أو أضر به في أي شيء فعليه لعنة الله وعليه عقابه.
(٢) الأولان بسندين حسنين والثالث بسند غريب.
(٣) السدرة: شجرة النبق، فمن قطع سدرة ألقي على رأسه في النار، وهذا في سدر الحرمين وكل شجرة يستظل الناس بها من الشمس والمطر ويأنس بها ابن السبيل لأنه أضر بالناس في شيء لا يملكه بخلاف ما إذا قطعها من ملكه لحاجة فلا؛ ولهذا سأل أبو ثور الشافعي عن قطع السدر فقال: لا بأس به.
(٤) مسند أبي داود فيه اضطراب وسند النسائي صحيح والله أعلم.

أظلم الناس من يظلم نفسه
(٥) من يظلم نفسه أي بأي ضرر يعود عليها في الدنيا أو الأخرى لأن نفس الإنسان أقرب إليه من كل شيء فإذا ظلمها كان لغيرها أظلم ولأن نفس الإنسان ليست ملكا له يتصرف فيها كما يشاء بل هي ملك لله تعالى فلا يتصرف فيها إلا بما أذن الله به جل شأنه.
(٦) فجزع: نفد صبره، فما رقأ: أي ما انقطع الدم فمات.
(٧) كان ذلك في أول الأمر، أو لأنه استحل ذلك، ولعله تغليظ للزجر عن مثله، وسبق في أول الحدود: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا. الحديث والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>