للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل السادس: في الشعر والغناء ونحوهما (١)

الشعر في أصله لا ينبغي (٢)

قاَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (٣)﴾.

وَقاَلَ تَعَالَى: ﴿وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٤)﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ (٦) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَانْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكِمْ قَيْحًا خَيْرٌ

لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا (٧)»، رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.


الفصل السادس في الشعر والغناء ونحوهما
(١) أي فيما ورد في الشعر والغناء والحداء ونحوها كاللعب بالنرد والحمام واللعب المباح.
(٢) الشعر: الكلام المقفي الموزون قصدا، فخرج ما قيل بغير قصد فلا يسمى شعرا وهو في أصله مكروه ولا ينبغي لأنه مظنة التفاخر والضلال وربما جر إلى ذلك كهجو من لا يجوز هجوه ومدح من لا يجوز مدحه، وروي عن الشافعي :
ولولا الشعر بالعلماء يزرى … لكنت اليوم أشعر من لبيد
وعلى هذا بعضهم، وقال الجمهور: إن الشعر في أصله مباح فهو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، فحسنه يتنزل عليه حديث أبي بن كعب الآتي: إن من الشعر حكمة، وقبيحه يتنزل عليه حديث ابن عمر الآتي: بل يكون شرا من الداء العضال.
(٣) وما علمنا النبي الشعر وما ينبغي له أن يأتيكم به لأنه كلام البشر وما الذي أتاكم به إلا عظة وعبرة وقرآن مبين للأحكام وكل شيء.
(٤) في شعرهم فيقولون به ويروونه عنهم، والراوي والمروي عنه مذموم.
(٥) في كل واد من أودية الكلام وفنونه يهيمون فيه فيجاوزون الحد مدحا وذمًا وهم يكذبون فهم مذمومون من عدة جهات.
(٦) ﴿إلا الذين آمنوا وعملو الصالحات﴾ من الشعراء " ﴿وذكروا الله كثيرا﴾ " فلم يشغلهم الشعر عن الذكر " ﴿وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾ " كهجو المسلمين للمشركين بعد أن هجوهم فلا شيء عليهم لقوله تعالى " ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾ " وبقية الآية " ﴿وسيعلم الذين ظلموا﴾ " من الشعراء وغيرهم " ﴿أي منقلب ينقلبون﴾ " أي سيعلمون مصيرهم بعد مماتهم.
(٧) وامتلاء الجوف بالقيح مسمم له ومميت فهو حرام بل من الكبائر=

<<  <  ج: ص:  >  >>