للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدُ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ لِي: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ أَعْلَمَهُ لَهُ قَالَ: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَذلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً»، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلا مَا تَقُولُ (١). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ (٢).

سورة أبي لهب (٣)

مكية وهي خمس آيات

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ وَرَهْطَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلِصِينَ (٤) خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ «يَا صَبَاحَاهُ» فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ (٥) فَقَالَ: «أَرَأَيْتمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِباً، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»،


(١) فالأمر بالاستغفار دليل على قرب أجله ولم يفهم هذا إلا ابن عباس وعمر لأنه معنى إشاري لا يصل إليه إلا نور البصيرة الثاقب، فكان بعد نزولها يكثر من قوله: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه.
(٢) وزاد: فكيف تلومونني على حب ما ترون، رضي الله عن الأصحاب أجمعين.

سورة أبي لهب مكية وهي خمس آيات
(٣) سميت بهذا لأنها نزلت في ذم أبي لهب أحد أعمام النبي كان كافرا شديد العداء للنبي وكذا امرأته العوراء، وهلكا كافرين وكان هلاكه بعد بدر بسبع ليال بداء العدسة.
(٤) بيان لما قبله أو قراءة شاذة ونسخت.
(٥) فهتف أي نادى يا صباحاه، أصلها استغاثة أي غشينا الصباح فتأهبوا للعدو؛ والمراد احضروا لأمر هام فحضروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>