للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: في أصل الصوم وبيان وقته (١)

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِماً فَحَضَرَ الإِفْطَارُ (٢) فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلَا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ كَانَ صَائِماً فَلَمَّا حَضَرَ الإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لَا وَلكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ (٣) فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ (٤) فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ (٥) فَذُكِرَ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ فَنَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ﴾ (٦) فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحاً شَدِيداً وَنَزَلَتْ


= ومن عمل حسنة جزى عشرا، ومن أنفق ماله في سبيل الله ضعفت له نفقته: الدرهم سبعمائة والدينار سبعمائة، والصيام لله ﷿ لا يعلم ثواب عامله إلا الله تعالى. وللإمام أحمد والطبراني: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان. وللطبراني: اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا، ولأبي يعلى والطبراني: لو أن رجلا صام يومًا تطوعا ثم أعطى ملء الأرض ذهبًا لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب. ولابن ماجه: لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم، والصيام نصف الصبر. ولأحمد والترمذي: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم برفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. والله أعلم.

فصل في أصل الصوم وبيان وقته
(١) أما أصل الصوم فكان الفطر في أول الإسلام من الغروب إلى النوم، فإذا نام الشخص ولو بعد ساعة ثم استيقظ حرم عليه الطعام والشراب والنساء، كصيام أهل الكتاب، وكذا كان ينتهى وقت الإفطار بصلاة العشاء، وبما حصل لقيس بن صرمة وغيره خفف الله، ووسع وقت الإفطار إلى الفجر، فلله مزيد الحمد. وكذا كان الصوم واجبًا على التخيير، ثم صار واجبًا عينيا، كما في حديث سلمة الآتي، وأما بيان وقت الصوم المشروع الآن فإنه من الفجر الصادق إلى غروب الشمس. كما يأتي في حديث عديّ وما بعده.
(٢) أي وقته.
(٣) أي يشتغل في زراعته؛ لأنه أنصاري صاحب زرع، فنام قبل مجيء امرأته.
(٤) خيبة منصوب بفعل محذوف وجوبًا، أي خبت خيبة وحرمانًا لك. حيث نمت قبل أن تأكل، وروى أنها أيقظته ليأكل فأبي خوفًا من الله تعالى.
(٥) وهو يعمل في زراعته.
(٦) أي جماعهن إلى الفجر وكان حرامًا بعد العشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>