(١) هذا عطف على قولنا السابق الغيبة، أي من أنواع الإثم وسيئ الأخلاق ظن السوء والحقد والحسد. والحقد: إضمار العداوة، وأما الحسد فيكون بمعنى تمني مثل ما عند الغير ويسمى غبطة وهو محمود وسبق في كتاب العلم حديثه وهو: لا حسد إلا في اثنتين، ويكون الحسد بمعنى تمنى زوال النعمة عن الغير وهو مذموم لأنه حرص قلبي واعتراض على حكم الله وهو المراد هنا. (٢) إن بعض الظن إثم أي موقع في الإثم والذنب وهو ظن السوء بالمؤمنين بخلافه بالفساق منهم فيما يظهر منهم فلا إثم فيه، ولا تجسسوا أي لا تبحثوا عن عورات المسلمين وعيوبهم فإنه مدعاة لظن السوء المظلم للقلب. (٣) أي كالكذب في القول وإثمه كإثمه. (٤) تحسسوا وما بعده كلهن بحذف إحدى التاءين تخفيفًا، والتحسس والتجسس بمعنى واحد أو الأول الاستماع لحديث القوم، والتجسس: البحث عن عوارتهم. (٥) التنافس والتحاسد واحد وهو المسابقة على الدنيا حرصا عليها، وقد تكون المنافسة في الخير كقوله تعالى ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾. (٦) لا تفعلوا ما يوجب البغض والتدابر. (٧) وكونوا يا عباد الله كالإخوة في النسب في التعاون والتحابب بينهم. (٨) العشب: الكلأ الرطب، وهذا لأن الحسد يفضي بصاحبه إلى اغتياب المحسود فيزيد نعمة على نعمة ويزيد الحاسد خسرانا نعوذ بالله منه آمين.