للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ (١) قَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» (٢) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ (٣). نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ، وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.

[الباب السابع: في القسم بين الزوجات]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ (٤).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ» (٥).

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيَعْدِلُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ هذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ» (٦).


(١) قولها: سريا أي سيدا شريفا ذا يسار، ركب شريا أي فرسا سريع السير، وأخذ خطيا أي أمسك رمحًا خطيا نسبة إلى موضع يسمى الخط جهة البحرين اشتهر بصنع الرماح، وأراح على نعما ثريا أي أفاض على بكثير من النعم وأعطاني من كل رائحة زوجا أي أعدادا والرائحة الماشية التي تغدو وتروح، وقال: كلي يا أم زرع وميرى أهلك أغدقى عليهم بالميرة وأنواع الطعام قالت أم زرع: فلو جمعت كل شيء أعطانيه هذا الرجل الذي تزوجت به بعد أبي زرع ما بلغ أصغر إناء لأبي زرع، فمحبتها لأبي زرع أعمتها عن فضل غيره كقولهم: ما الحب إلا للحبيب الأول، والحديث الآتي في الأخلاق: حبك للشيء يعمي ويهم، ولا شك أن هذا الحديث آية عظيمة على فصاحة نساء العرب وبلاغتهن، كما أنه مثل أعلى في تفاوت أخلاق الرجال ومكانتهم عند النساء.
(٢) أي أنا لك كأبي زرع لأم زرع، وفي رواية كنت لك في الألفة والوفاء لا في الفرقة والجلاء كأبي زرع لأم زرع، وفي رواية: قالت: بأبي وأمي لأنت يا رسول الله خير لي من أبي زرع لأم زرع.
(٣) ولكن البخاري والنسائي هنا ومسلم في الفضائل.

(الباب السابع في القسم بين الزوجات)
(٤) فمعنى الآية يا أيها الرجال إنكم لا تستطيعون العدل بين الزوجات ولو حرصتم عليه فلا تميلوا الميل كله على من لا تحبونها فتصير كالملعقة التي لا تعرف إن كانت متزوجة أو خالية.
(٥) أي مفلوج ومشوه ومائل كما كان مائلا في دنياه.
(٦) فكان النبي يقسم بين نسائه فيعدل بينهن في النفقة والكسوة والبيت والتودد ويقول اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تلمني فيما تملكه أنت ولا أملكه أنا - وهو الميل القلبي - لأنه ليس مقدورًا لي، ويتبعه الجماع فلا يجب العدل في الحب والجماع لأنهما ليسا في =

<<  <  ج: ص:  >  >>