(٢) شرعت لكم قيامه على وجه السنية. وهي صلاة التراويح وستأتي إن شاء الله. (٣) فمن صامه مصدقًا بفرضيته وأفضليته طالبًا للأجر من الله تعالى غفرت ذنوبه كلها. والله أعلم.
(الباب الثاني في فضائل الصوم) (٤) وهي أنه حفيظ لصاحبه من الضلال في الدنيا، ومن عذاب النار في الآخرة، وأنه عبادة خاصة بالله تعالى لم يعبد غيره به، ومطيب لرائحة الفم عند الله، ومفرح لصاحبه في الدنيا والآخرة، ورافع لذكره على رءوس الأشهاد، ومصحح للجسم من الأسقام، ومعظم للأجر، ومقرب من الله تعالى. وفي الحديث: أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسين لم يعطهن نبي قبلي، أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ينظر الله ﷿ إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدًا، وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة فإن الله ﷿ يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي. وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعًا، فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم. رواه البيهقي وأحمد والبزار. (٥) فالله تعالى يقول: كل عمل ابن آدم له، أي لنفسه حظ منه يتعجله في دنياه كالجاه والتعظيم وثناء الناس عليه، لاطلاعهم على أعماله إلا الصيام، فإنه خالص لي من الرياء، وسر بيني وبين عبدي لخفائه، وأنا أجازي عليه جزاء عظيما يليق بمقام الإله العظيم أو المراد إلا الصيام فإنه لي، أي لم يعبد به إلا الله تعالى، أو المراد أنا المنفرد بعلم ثوابه، أو الإضافة للتشريف كقوله تعالى ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾. (٦) بضم فتشديد، أي وقاية وحفظ من المعاصي=