للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجوز المزاح (١)

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ ياَ رَسُولَ اللَّهِ احْمِلْنِي (٢) فَقَالَ: «إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدٍ نَاقَةٍ» قَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ (٣)؟ فَقَالَ النَّبِيُّ : «وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلا النُّوقُ (٤)».

• وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ : «ياَ ذَا الْأُذُنَيْنِ (٥)»، رَوَاهُماَ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

• وَعَنْهُ قَالَ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ لَيُخَالِطُناَ حَتَّى يَقُولَ لأَخِ لِي صَغِيرٍ: «ياَ أَباَ عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ (٧)»، رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.


= الذي له معنيان قريب وبعيد، ويراد البعيد؛ لأنه عرض عن القريب إلى البعيد، والمندوحة من الندح: وهو الأرض الواسعة. ففي المعاريض غنية وفسحة عن الكذب وهذه هي التورية فيمكن للإنسان استعمالها ولو غير مضطر لهذا الحديث ولما سبق في حديث سويد بن حنظلة في: اليمين على نية المستحلف من كتاب الأيمان والنذور، ومن هذا أن الحجاج قال لبعض الصحابة ما تقول فيّ. قال: أنت القاسط العادل. فقال الحاضرون: قد أثنى عليك. فقال لا: إنما أراد بها قول الله تعالى ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾. ومن هذا ما دب بين أهل العلم في القرن الثاني هل القرآن مخلوق أولا وكان أمير المؤمنين من الفريق الأول فسألوا الشافعي فأشار بأصابعه الأربع وقال هذه كلها مخلوقة وهو يريد الأصابع وهم يريدون الكتب السماوية التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وسبق في الأيمان أن الإمام النووي قال بجواز التورية في كل وقت إلا أمام الحاكم أو نائبه اللذين هما على حق فإنها لا تجوز بل تحرم.

يجوز المزاح
(١) المزاح بالكسر الصدر وبالضم الاسم وهو المداعبة بالكلام للمؤانسة والسرور.
(٢) اعطنى دابة أركبها.
(٣) فهما منه أن ولد الناقة هو الصغير كما هو التعارف بينهم.
(٤) فلو تأمل في لفظ ولد الناقة ما رد وكان التعبير به للمزاح.
(٥) المراد به المزاح والملاطفة، وفيه حث على حسن الاستماع للقول فإنه يكفي للاستماع أذن واحدة فكيف بأذنين.
(٦) بسندين صحيحين.
(٧) النغير تصغير نغر - كصرد - وهو البلبل أو فرخ الطائر كان يلعب به أخو أنس فقال له النبي ذلك ملاطفة ومداعبة له، وفيه جواز تكنية الصغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>