للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يحرم الكذب في قص الرؤيا]

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ (١)، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٢)، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ (٣)». رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَلِلْبُخَارِيِّ: «إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَهُ (٤)». نَسْأَلُ اللَّهَ الصِّدْقَ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ.

[الفصل الثاني فيما رآه النبي ]

• عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا صَلَّى صَلَاةً (٥) أَقْبَلَ عَلَيْنَا يِوَجْهِهِ فَقَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ (٦)» فَسَأَلَنا يَوْماً فَقَال: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟» قُلْنَا: لَا. قَالَ: «لكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي


= فعبرت له من قوله تعالى ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا﴾ وينبغي للمعبر أن يقول حينما يسمع الرؤيا من رائيها خيرًا لنا وشرا لأعدائنا، وأن يعبرها بما يسره إن كانت تعطى ذلك وإلا قال خيرا وسكت، وعلم التعبير عزيز وهو إلهاميا أكثر منه اكتسابيًا، فمداره على التقوى لقوله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ ولقوله تعالى ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾.

يحرم الكذب في قص الرؤيا
(١) فمن قال: رأيت في منامي كذا وكذا وهو لم ير شيئا أو زاد فيما رآه حبس عن مقامه في الجنة حتى يعقد شعيرتين في بعضهما ولا يمكنه ذلك أبدا. كناية عن دوام عذابه.
(٢) الآنك: الرصاص المذاب بالنار أي الحار يصب في أذنيه اللتين كان يستمع بهما ممن لا يحب ذلك.
(٣) ولا يمكنه نفخ الروح فيها أبدا، كناية عن دوام تعذيبه.
(٤) فمن أفرى الفرى أي أكذب الكذب أن يقول: رأيت كذا وكذا وهو لم ير شيئًا لأنه كذب على الله تعالى ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ أي لا أحد أظلم منه.

الفصل الثاني فيما رآه النبي
(٥) المراد بها الصبح كما تقدم في: إذا قصت الرؤيا وقعت.
(٦) يعبرها بما شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>