(٢) فلولا خوفي عليكم من امتناعكم عن دفن موتاكم في القبور إذا رأيتم العذاب فيها لدعوت الله أن يطلعكم على عذاب القبور الذي أراه وبقية الحديث؛ ثم أقبل علينا النبي ﷺ فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، قال تعوذوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. (٣) ولكن مسلم في كتاب الجنة، فظاهر هذه النصوص أن أهل الفترة غير ناجين وأنهم مكلفون بالإيمان الذي سمعوا به عن الرسول الذي قبلهم كما سبق في تفسير الآية على أن المراد مطلق رسول وعلى هذا جماعة، وقال الجمهور: إن أهل الفترة ناجون وإن غيروا وبدلوا وعبدوا الأصنام؛ لأن المراد بالآية حتى نبعث رسولا لهم، وما ورد من تعذيب أهل الشرك في هذه النصوص وغيرها فليس على التوحيد والإيمان بل لقبائح ومظالم ارتكبوها كما سبق في تفسير سورة المائدة: رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب، ولقول أبي هريرة الوارد في تفسير الطبري: إذا كان يوم القيامة جمع الله تعالى الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين جاءهم الإسلام وقد خرفوا ثم أرسل لهم رسولا أن ادخلوا النار فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول، وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما، قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا، وهذا هو الأقرب لسعة رحمة الله والكرم الإلهي، وسيأتي في وصف الجنة أنه سيبقى فيها أمكنة كثيرة واسعة في خلق الله لها خلقا جديدا يسكنهم ذلك الباقي والله أعلم بحقيقة خلقه وخفايا ملكه من أوله إلى آخره فسبحان العليم الحكيم الرءوف الرحيم.
الأعمال بالخواتيم (٤) الخواتيم: جمع خاتمة وهي الأعمال التي يختم بها عمل الإنسان عند موته فالعبرة في الأعمال بخواتيمها. (٥) رجلا اسمه قزمان كنعمان من أعظم المسلمين غناء وكفاية عنهم.