للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فرع: يلزم أن يكون العلم لله تعالى]

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ (١) لَا يَتَعَلمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً (٢) مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ (٣)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً لِغَيْرِ اللَّهِ أَوْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ (٤) فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (٥)».

• عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ العُلَمَاءَ (٦) أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفِهَاءَ (٧) أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ (٨) أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٩) وَابْنُ مَاجَهْ.


= الدعوى وترك الجدل إلا لإظهار الحق، فقد قال رسول الله : من قال إني عالم فهو جاهل (أي قاله افتخارًا وترفعا، وأما قولها ليعرف الناس فينتفعوا به أو تحدثا بنعمة الله فلا) وقال أبو الدرداء وأبو أمامة وأنس: خرج علينا النبي يوما ونحن نتمارى (أي نتجادل في شيء من أمر الدين) فغضب غضبا شديدًا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال: مهلا يا أمة محمد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته، ذروا المراء فكفى إثمًا ألا تزال مماريًا، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء. وفي رواية أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وببيت في وسطها، وببيت في أعلاها لمن ترك المراء وإن كان محقا، وترك الكذب وإن كان مازحا، وحسن خلقه (الرباض والربض من الدار ما حولها) روى الطبراني الثلاثة ووافقه البزار في الأخير.

فرع - يلزم أن يكون العلم لله تعالى
(١) أي من شأنه أن يقصد به وجه الله كعلم القرآن والحديث، فإنهما شرع الله وسره في الأرض.
(٢) بفتحتين مالا.
(٣) عرف بفتح فسكون: ريح أي لم يشم ريح الجنة في القيامة الذي يوجد من مسافة بعيدة، والمراد به لم يدخلها وإن كان العلم ربما رد طالبه إليه إذا كانت له سابقة سعادة، قال الغزالي : تعلمنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.
(٤) أو للشك.
(٥) أي فليدخلها.
(٦) أي يجري معهم في المناظرة والجدل ليظهر علمه للناس رياء وسمعة.
(٧) يخاصمهم ويغالبهم.
(٨) أي يحول وجوههم إليه فيشتهر بينهم أدخله الله النار إلا إذا تاب وحسن قصده بالعلم، فإن الله يتوب عليه ويدخله في ساحة الرحمة والرضوان.
(٩) الأول بسند حسن والثاني بسند غريب ولكنه في الترهيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>