(١) أي مطلوب لأنه ولاية وهي مظنة الفتنة والجور والعلو على الضعفاء والمساكين. (٢) فيا ويل من جار في الحكم أو قضى على جهل. (٣) كخشبة وحجر ليسا بحادين وكالخنق لأنه أشد على المذبوح. فمن تولى القضاء فقد ذبح في المعنى لأنه بين عذاب الدنيا إن رشد، وبين عذاب الآخرة إن فسد. (٤) الأول قال فيه أبو داود: هذا أصح شيء في حديث ابن بريدة، والثاني بسند حسن.
آداب القضاء (٥) المراد بآدابه ما يلزم القاضي مراعاته حين الحكم بين الناس من كونه خاليًا من الغضب ومن كل الشواغل، وعليه التسوية بين الخصمين في السؤال وفي كل شيء، ولا يحكم لها حتى يسمع منهما. (٦) فعبد الرحمن كان قاضيًا بسجستان بلد مشهور بالسند، فكتب له والده لا تقضين بين اثنين وأنت غضبان، كالحديث. والغضب: فوران دم القلب لشيء مؤلم، وهذا يحول الطبع عن الاعتدال. فأمر القاضي باجتناب الحكم في هذه الحال لئلا يقع في الخطأ، وكالغضب مرض مؤلم وجوع أو عطش مفرط وفزع مدهش وخوف مقلق ونحوها.