للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ (١)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٢). وَلَفْظُهُ: كَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي أَرْبعاً بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ: «إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ». وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

صلاة الليل وفضلها (٣)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ الْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ﴾ (٤) ﴿نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً﴾ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا (٦) كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ (٧)». رَوَاهُ الأَرْبَعَةُ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَة حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ (٨) فَيَقُولُ:


(١) كناية عن سرعة الوصول وحسن القبول.
(٢) بسند حسن وللترمذي أيضًا في تفسير سورة النحل: أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن في صلاة السحر، وليس من شيء إلا ويسبح الله تلك الساعة ثم قرأ ﴿يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾.

صلاة الليل وفضلها
(٣) وهي النافلة الزائدة عن الرواتب التي تصلى ليلا، وتسمى تهجدًا إن كانت بعد نوم، وتسمى قيامًا. وكان واجبًا بقوله تعالى ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا﴾ فنسخ بالآية التي بعدها ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾. وقال ابن عباس: لما نزل أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتَّى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها سنة. رواه أبو داود ومسلم.
(٤) أي صل فيه تهجدًا، والأمر للندب لنسخ وجوبه.
(٥) هو مقام الشفاعة العظمى.
(٦) أي يتجلى على عباده تجليًا خاصا ويجيب الداعين، وإلا فالنزول وهو الهبوط إلى أسفل محال عليه تعالى.
(٧) فالدعاء في آخر الليل مجاب، والدعاء والسؤال والاستغفار ألفاظ متقاربة.
(٨) صفة لثلث، وفي رواية: إذا مضى شطر الليل ينزل الرب . ويجمع بين هذه النصوص بأن النزول يبتدئ من الثلث أو يتفاوت بتفاوت الليالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>