للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَفْضَلَ مَنَ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا (١) وَإِنَّ البِرَّ لَيُذَرُّ عَلَى رَأْسِ العَبْدِ مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ (٢) وَمَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ يَعْنِي القُرْآنَ (٣)». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٤).

[الفصل الثاني: في المحافظة على الصلوات]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ (٥) ﴿والصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ (٦) ﴿وَقُومُواْ﴾ (٧) ﴿للَّهِ قَانِتِينَ﴾ (٨).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ (٩) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ (١٠) قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ (١١) قُلْتُ رَبِّي لَا أَدْري فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفِيَّ (١٢) فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ (١٣) فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ (١٤)


(١) أي ما أمر الله عباده بطاعة أحب إليه من الصلاة.
(٢) أي الإحسان الإلهى لينزل على المصلى ما دام في صلاة.
(٣) فهو أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله؛ لأنه كلامه، وفيه مناجاة الله لحديث: من أحب أن يخاطب الرحمن فليقرأ القرآن.
(٤) الأول بسند صحيح، والثاني بسند غريب، ولكنه في الفضائل والله أعلم الفصل الثاني في المحافظة على الصلوات.
(٥) أي الخمس، فلا تضيعوها وداوموا عليها في أوقاتها.
(٦) هي العصر على المشهور الآتى.
(٧) أي في صلاتكم.
(٨) أي مطيعين خاشعين لحديث: كل قنوت في القرآن فهو طاعة. وقيل ساكتين لحديث الشيخين: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: ﴿وقوموا لله قانتين﴾، فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام، والأمران مطلوبان في الصلاة.
(٩) أي تجلى عليّ ربى وكشف عنى الحجاب، فرأيته في النوم في أحسن صورة من غير تشبيه ولا تكييف، أو رأيته وأنا في أحسن أحوالى.
(١٠) من لباه: إذا أجابه، وأسعده: إذا أعانه، أي أجيبك إجابة بعد إجابة وأسرع في ذلك.
(١١) أي في أي شيء يتحادث به الملائكة المقربون ويغبطونه ويتبادرون إلى كتابته.
(١٢) وضع اليد على أعلى الظهر يحصل عادة من الكبير إلى الصغير، ومن الملك لأحد رعيته رأفة وفرحًا به وتمام رضاء عنه، وهذا الوضع محال على الله تعالى لتنزهه عن الجسمية ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ فيراد لازمه، وهو أنه تجلى عليه برأفته، وأحل عليه من رضوانه، وأفاض عليه من علمه وأسراره ما يليق به .
(١٣) تثنية ثدى وهو الناتئ في الصدر، أي أفاض عليّ من أسراره ما ملأ جسمى وقلبي وأثلج صدرى حتى اقشعر من برده جلدى.
(١٤) وفى رواية: فعلمت ما في السموات وما في الأرض، فذلك التجلى أورثه على الملك والملكوت، كما قال في إبراهيم: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾. فعلم ما في الكون من ذوات وصفات وظواهر ومغيبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>