للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحذر من اللَّه والناس (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ﴾ (٢). وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (٣).

• عَنْ أَبِي مُوسى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ (٤)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ (٥)» رَوَاهُ الثَلَاثَةُ (٦).

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: «تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً (٧)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٨).

• عَنْ عَمْرِو بْنِ الْغَفْوَاءِ الْخُزَاعِي قَالَ: دَعَانِي رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ (٩)


الحذر من الله والناس
(١) الحذر: هو التيقظ والاحتراس والاحتياط للأمور في المستقبل.
(٢) أي يخوفكم من غضبه وعقوبته إن لازمتم العصيان ولم ترجعوا إليه ﴿والله رؤوف بالعباد﴾ يقبل توبتهم ويرحمهم إن رجعوا إليه.
(٣) ﴿يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ من العزم على الخير والشر ﴿فَاحْذَرُوهُ﴾ وخافوه إن طويتم على شر ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ لمن يحذره ﴿حَلِيمٌ﴾ بتأخير العذاب عن مستحقه لعله يرجع إليه.
(٤) فالله تعالى بحلمه يمهل الظالم لعله يرجع فإذا جاء وقت عقابه أهلكه، وسبق هذا في تفسير سورة هود .
(٥) سببه أن أبا غرة الشاعر أسر يوم بدر فعاهده النبي ألا يحرض عليه ولا يهجوه فقال: نعم، فأطلق النبي سراحه فلحق بقومه وعاد إلى التحريض والهجاء ثم أسر في غزوة أحد فسأل المن عليه فقال : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. فالمؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى على غفلة من جهة واحدة مرتين.
(٦) ولكن أبو داود والبخاري هنا ومسلم في الزهد.
(٧) فالراحلة القوية السهلة السريعة السير نادرة الوجود في الإبل كذلك الكامل في الناس النافع لهم الصادق فيهم القائم بأمر دنياه وأخراه على ما يرام قليل الوجود، أي فالحذر مطلوب.
(٨) ولكن مسلم في آخر الفضائل والبخاري في الرقائق والترمذي في الأمثال.
(٩) يتألفهم ويواسي فقراءهم بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>