للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: «الْتَمِسْ صَاحِبًا فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ» فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ ترِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا، قُلْتُ: قَالَ: فَأَناَ لَكَ صَاحِبٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا، فَقَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ: «إِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقاَئِلُ أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ فَلَا تَأْمَنْهُ (١)» فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَبْوَاءِ (٢) قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَة إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ (٣) فَتَلْبَثُ لِي (٤) قُلْتُ رَاشِدًا فَلَمَّا وَلَّى تَذَكَّرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيرِي أُوضِعُهُ حَتَّى خَرَجْتُ (٥) حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَصَافِرِ (٦) إِذَا هُوَ يُعاَرِضُنِي فِي رَهْطٍ (٧) فَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ فَلمَّا رَآنِي قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا وَجَاءنِي فَقَالَ: قَدْ كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ قُلْتُ: أَجَلَ وَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ فَدَفَعْتُ الْماَلَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ (٨)، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٩)، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.


(١) البكري بالكسر: أول ولد الأبوين وهذا مثل مشهور في العرب، والمراد أخوك الشقيق يخاف منه فلا تأمن من الناس إلا القليل جدا الذي جربته مرارا وهذا بيت القصيد من الحديث.
(٢) الأبواء كالأبواب: بلد بجوار جبل بين مكة والمدينة.
(٣) بلد جامع بجوار الجحفة فيها قومه وهو يريد إعلامهم بالمال الذي مع صاحبه.
(٤) تنتظرني هنا.
(٥) أسرعت ببعيري حتى خرجت من الأبواء.
(٦) الأصافر جمع أصفر وهي ثنايا سلكها النبي طريقه إلى بدر.
(٧) من قومه لأخذ المال منى فأسرعت براحلتي فسبقتهم، وهذا الذي ظهر من عمرو الضمري كان في أول إسلامه وإلا فقد كان أخيرا من أجلاء الصحابة .
(٨) كما أمرني النبي ، في هذه النصوص طلب الحذر والتيقظ في أمور الدنيا والآخرة ليسلم ويسعد ويغنم، نسأل الله ذلك من فضله وكرمه آمين.
(٩) بسند صالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>