للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَنْهَا قَالَ لَهَا: «طَوافُكِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَكْفِيكِ لِحَجَّتِكِ وَعُمْرَتِكِ (١)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَمُسْلِمٌ.

[الحائض والنفساء تعملان المناسك كلها إلا الطواف بالبيت]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (٢) لَا نَذْكُرُ إِلا الْحَجَّ حَتَّى جِئْنَا سَرِفَ فَطَمِثْتُ (٣) فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا أَبْكِي فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ»؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ خَرَجْتُ الْعَامَ قَالَ: «لَعَلكِ نَفِسْتِ» (٤)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «هذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ (٥) افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَلا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي» قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ: «اجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَأَحَلَّ النَّاسُ (٦) إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ» قَالَتْ: فكَانَ الْهَدْيُ مَعَ النَّبِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَذَوِي الْيَسَارَةِ (٧) ثُمَّ أَهَلُّوا حِينَ رَاحُوا (٨) قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَهَرْتُ فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ فَأَفَضْتُ (٩) قَالَتْ: فَأُتِينَا بِلَحْمِ بَقَرٍ (١٠) فَقُلْتُ: مَا هذَا؟ قَالُوا: أَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَرْجِعُ


(١) أي لو كنت قرنت بينهما. وللترمذى وصححه. من أحرم بالحج والعمرة أجزأه طواف واحد وسعى واحد عنهما حتى يحل منهما جميعًا، فصريح ما تقدم أن القارن يكفيه طواف واحد وسعى واحد للحج والعمرة، وعليه الجمهور سلفًا وخلفًا والأئمة الثلاثة، وقال الحنفية: لابد لهما من طوافين وسعيين؛ لأنهما عبادتان لا تتحققان إلا بأفعالهما كل على حدة، ويؤيدهم الحديث الآتى في صفة حج النبي ، وهذا أشد ولكنه أحوط، وما قاله الجمهور أخف وأسهل، والله أعلم.

الحائض والنفساء تعملان المناسك كلها إلا الطواف بالبيت
(٢) في حجة الوداع.
(٣) كفرحت أي حضت.
(٤) بالفتح والضم أي حضت ويسمى نفاسا.
(٥) أي قدره وأراده لهن فلابد منه ولا لوم عليك فيه.
(٦) بعد عمل العمرة.
(٧) أي أصحاب اليسار والغنى، ومنهم طلحة بن عبيد الله.
(٨) أي إن الذين عملوا عمرة نووا الحج وخرجوا عشية يوم التروية إلى عرفات.
(٩) أي طفت طواف الإفاضة.
(١٠) أي ونحن بمنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>