(١) سميت بهذا لبدئها بقوله تعالى ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ الرياح متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا ﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾ الرياح الشديدة ﴿وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا﴾ الرياح تنشر المطر ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾ الملائكة تنزل بالوحي إلى الرسل لهداية الناس ﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ للإعذار والإنذار ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ﴾ يا كفار مكة ﴿لَوَاقِعٌ﴾ بكم لا محالة. (٢) كأنا يمشيان فأويا إلى غار منى نزلت عليه هذه السورة فصار يعلمها العبد الله. (٣) دخلت جحرها وسبق هذا في كتاب الصيد والذبائح وافيًا بعون الله تعالى.
سورة عم يتساءلون مكية وهي أربعون آية (٤) وتسمى سورة النبأ العظيم لقوله تعالى ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ كفار قريش ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ وهو القرآن الدال على البعث وغيره ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ فالمؤمنون يثبتونه والكافرون ينكرونه ﴿كَلَّا﴾ ردع وتهديد ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾ ما يحل بهم على إنكارهم ﴿ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ تأكيد لما قبله.