للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضل عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب (١)

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا فَأَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ وَكُنْتُ غُلَاماً أَعْزَبَ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ حِينَذَاكَ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ (٢) وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيِ الْبِئْرِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ». قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدَ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَلِيلاً. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ فِي يَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ وَلَا أُشِيرُ بِهَا إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ. فَقَصَصْتهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: «إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ، أَوْ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ (٣)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالشَّيْخَانِ.


عبد الله بن عمر بن الخطاب
(١) عبد الله بن عمر يكنى بأبى عبد الرحمن، وأمه زينب أو رابطة بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون. أسلم عبد الله مع أبيه بمكة صغيرًا وهاجر مع أبويه وشهد المشاهد كلها إلا بدرًا واحدا لصغره، وكان عالما عظيما وناسكا كبيرا وشديدًا في دينه، وكان إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به، أو رقيق أعتقه حتى أعتق ما يربو على ألف إنسان، ولد في السنة الثالثة من البعثة وتوفى سنة ثلاث وسبعين عن ثلاث وثمانين سنة .
(٢) مطوية كطي البئر أي مبنية كبنائه، لها قرنان كقرنى البئر، قرناه هما البناء الذي في حافيته ليوضع عليه الخشبة التى تعلق فيها البكرة، وهذا بحسب ما ظهر له وإلا فالنار طبقات نعوذ بالله منها، وقوله: لن تراع أي لا تخف فإنك محفوظ منها، قال سالم أي ابن عبد الله: فكان أبى بعد هذا يحيى معظم الليل.
(٣) لأن الطيران في المنام صلاح وكونه في الجنة صلاح آخر ففيه وما قبله تنويه بعلو قدره ورفيع شأنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>