للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْ غِنًى مُطْغِيًا (١)، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا (٢)، أَوْ هَرَمًا مُفَنْدِّا (٣)، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا (٤)، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرٌّ غَائِبٌ يُنْتَظَر (٥)، أَوِ السَّاعَةَ فاَلسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (٦)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ (٧).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «باَدِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتّاً: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهاَ، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَةَ (٨)، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ (٩)، أَوْ أَمْرَ الْعاَمَّةِ (١٠)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ.

الخوف من الله تعالى (١١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ (١٢)﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتمْ كَثِيرًا (١٣)»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) أي يطغيكم.
(٢) للصحة والمزاج والجسم.
(٣) موقعًا في الكلام المحرف، من الإفناد أو التفنيد، وأصل الفند بالتحريك الكذب، والكلام الذي ليس بمضبوط.
(٤) أي مسرعا يأتي فجأة.
(٥) بل هو أعظم الشرور.
(٦) أشد وأصعب من كل شيء.
(٧) بسند صحيح.
(٨) وستأتي هذه في علامات الساعة إن شاء الله تعالى.
(٩) الأمر الشاغل له عن غيره وفي رواية وخويصة أحدكم وهو الموت يخصه دون غيره.
(١٠) وهي القيامة التي تعم الناس أو الفتنة التي تعمى وتصم عن كل شيء؛ والمراد الحث على الأعمال الصالحة قبل طروء واحد من هذه الأمور، وللطبراني والبيهقي: بادروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها أي لا يلحق صاحبها وللطبراني وابن عدي: باكروا في طلب الرزق والحوائج فإن الغدو بركة ونجاح نسأل الله كمال النجاح في كل شيء يرضيه آمين.

الخوف من الله تعالى
(١١) فالحذر والخوف من غضب الله وعقابه واجب فإنه أحفظ للنفس وأغضب للشيطان وأقرب لمحبة الله تعالى قال تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ وهذا لا ينافي تغليب الرجاء على الخوف إذا حضره الموت لما سبق في الجنائز لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى وقال قطب الأقطاب سيدي أحمد الدردير وحشرنا في زمرته آمين.
وغلب الخوف على الرجاء … وسر لمولاك بلا تنائي
(١٢) ومنه قوله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ فالخوف موجب لكمال الإيمان لأنه ينشأ من مراقبة الله تعالى واستشعار عظمته وجلاله نسأل الله الخوف والخشية آمين.
(١٣) فلو يعلم الناس ما علمه النبي من أهوال الموت والقبر وما بعدهما لقل ضحكهم وكثر بكاؤهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>