للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ مَسْرُوقٌ: لَقِيتُ عُمَرَ فَقاَلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ قاَلَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «الْأَجْدَعُ شَيْطَانٌ (١)»، رَوَى هذِهِ الثَّلَاثَةَ أَبُو دَاوُد (٢).

وَغَيَّرَ النَّبِيُّ اسْمَ العَاصِ وَعَزِيزٍ وَعَتَلَةَ وَشَيْطاَنٍ وَالْحَكَمِ وَغرَابٍ وَحُباَبٍ (٣) وَشِهاَبٍ فَسَمَّاهُ هِشَامًا (٤) وَسَمَّى حَرْبًا سَلْمًا وَسَمَّى الْمُضْطَجِعَ الْمُنْبَعِثَ وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفِرَةَ سَمَّاهَا خَضِرَةَ (٥) وَشُعَبَ الضَّلَالَةِ سَمَّاهَا شُعَبَ الْهُدَى (٦) وَبَنِي الزِّنْيَةِ وَبَنِي مُغْوِيَةَ سَمَّاهُماَ بَنِي الرِّشْدَةِ (٧)، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٨).

اللقب والكنية (٩)

• عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: فِيناَ فِي بَنِي سَلِمَةَ نَزَلَتْ هذِهِ الْايَة فَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْناَ رَسُولُ اللَّهِ وَلَيْسَ مِنَّا رَجُلٌ إِلا وَلَهُ اسْماَنِ أَوْ ثَلَاثَةٌ (١٠) فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «ياَ فُلَان» فَيَقُولونَ: مَهْ ياَ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَغْضَبُ مِنْ هذَا الِاسْمِ (١١) فَنَزَلَتْ


(١) اسم شيطان من الشياطين فلا تنبغي التسمية به.
(٢) بأسانيد صالحة وشاركه النسائي في حديث شريح.
(٣) فغير اسم العاصي لإشعاره بالعصيان ولعله غيره بمطيع، وغير اسم عزيز لأنه من أسمائه تعالى ولعله غيره بعبد الله، وغير عقلة لإشعاره بالغلظة والشدة ولعله غيره بسهل، وغير شيطان لإشعاره بالتمرد، وغير الحكم لما سبق، وغير غرابا لإشعاره بالبعد ولأنه اسم أخبث الطيور لأكله الجيف وبحثه عن النجاسات وغير حبابا لأنه اسم شيطان ويقع على الحية أو على نوع منها.
(٤) فتكره التسمية بشهاب إلا إذا أضيف للدين كقوله شهاب الدين فلا كراهة.
(٥) عفرة أي لا تنبت سماها خضرة تفاؤلا بإنباتها.
(٦) أرضًا كان اسمها شعب الضلالة فسماها شعب الهدى.
(٧) فقوم كانوا يسمون بني الزنية أي الزنا وآخرون كانوا يسمون بني مغوية أي زانية فسماها النبي بني الرشدة أي الرشيدة، والحكمة في الكل أن النبي غير الاسم القبيح لإنسان أو أرض أو غيرها إلى اسم حسن فالمستحب ذلك.
(٨) وقال تركت أسانيدها للاختصار والله أعلم.

اللقب والكنية
(٩) قال علماء العربية: العلم إن أشعر بمدح أو ذم فهو اللقب، وإن لم يشعر بشيء من هذا فإن صدر بأب أو ابن فهو السكنية، وإلا فهو الاسم فأقسام العلم ثلاثة.
(١٠) أو للتنويع.
(١١) مه أي اكفف عن هذا الاسم فإنه يغضبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>