للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ (١) إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى عَنْ هذَا الِاسْمِ وَسُمِّيتُ بَرَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ» فَقاَلوا: بِمَ نسَمِّيهاَ؟ قَالَ: «سَمُّوهَا زَيْنَبَ (٢)».

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قاَلَ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةٌ اسْمُهاَ بَرَّةُ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ جُوَيْرِيَةَ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقاَلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ (٣)، رَوَاهُماَ الثَّلَاثَة.

• عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيَ (٤) أَنَّ رَجُلًا يُسَمَّى أَصْرَمَ كَانَ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ فَقاَلَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا اسْمُكَ»؟ قَالَ: أنَا أَصْرَمُ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ (٥)».

• عَنْ شُرَبْحِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يُكَنُّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ (٦) فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقاَلَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ اْلحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ (٧) فَلِمَ تُكَنَّى أَباَ الْحَكَمِ فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَ رضي كِلَا الْفَرِيقَيْنِ» فَقاَلَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا أَحْسَنَ هذَا فَماَ لَكَ مِنَ الْوَلَدِ» قاَلَ: لِي شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ قاَلَ: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ»؟ قاَلَ: قُلْتُ شُرَيْحٌ قاَلَ: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ (٨)».


(١) وهي من فضليات النساء وروت عن النبي وكانت أمها من أمهات المؤمنين .
(٢) وكذا كانت زينب بنت جحش اسمها برة فأبدله النبي زينب لما في لفظ برة من التزكية، وزينب من زنبت المرأة سمنت تفاؤلا بأن تعيش وتسمن أو من الزيب وهو شجر حسن المنظر طيب الريح تفاؤلا بأن تعيش وتكون كذلك.
(٣) لما فيه من البشاعة بخروجه من البر.
(٤) الأخدري أصله الحمار الوحش وكان اسمًا لأبي أسامة الذي لم يرو عن النبي إلا هذا الحديث.
(٥) زرعة من الزرع وهو مستحسن بخلاف أصرم فإنه من الصرم وهو القطع لأنه ينبئ بانقطاع البركة والخير.
(٦) سمعهم أي النبي .
(٧) الحكم بفتحتين الحاكم الذي لا يرد حكمه فمنه يبتدئ الحكم وإليه يرجع الحكم، فلا يجوز إطلاقه على غيره ولو في كنية لأنه يوهم الاشتراك في وصف من أوصاف الذات العلية.
(٨) فيه أن الأولى التكنى بأكبر الأولاد، وقد حلت بركة النبي على شريح هذا فصار في العلم والفضل في الرتبة الأولى ومن أكابر أصحاب على ، وقد ولاه القضاء وكان له رأي صائب، فكان يفتي في زمن الصحابة ويأخذون بفتواه بل رد على بعضهم رضي الله عن الجميع وحشرنا في زمرتهم آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>