للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظ اللسان فرض (١)

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهاَ فِي النَّارِ أَبْعدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (٢)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهاَ بَأْسًا يَهْوِي بِهاَ سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ (٣)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهاَ باَلًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهاَ دَرَجَاتٍ (٤) وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهاَ باَلًا يَهْوِي بِهاَ فِي جَهَنّمَ (٥)»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهاَ رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقاَهُ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهاَ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقاَهُ (٦)».


حفظ اللسان فرض
(١) فحفظ اللسان من قبيح الكلام فرض عيني على كل إنسان لأن ضرره عظيم، قال بعضهم: إن اللسان حية مسكنها الفم، وقال ابن مسعود: ليس شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان، وقد قيل في الصمت السلامة وفي التكلم الندامة، وفي الحديث: من صمت نجا، وما أحسن ما قيل:
احفظ لسانك أيها الإنسان … لا يلدغنك إنه ثعبان
(٢) ما يتبين ما فيها أي لا يتدبر فيها وما يترتب عليها.
(٣) يمكث يهوى في النار بسببها سبعين عاما.
(٤) لا يلقي لها بالا: أي لا يفكر فيها بقلبه ولكنها مما يرضاه الله يرفعه الله بها درجات.
(٥) من سخط الله أي مما يسخطه الله من قبيح الكلام.
(٦) فالكلمة التي تجلب غضب الله إلى يوم القيامة: هي الكلمة العظيمة الأثر والضرر كالطعن في عرض مؤمن أو مؤمنة، وككلمة عند رجل فيمن تحت ولايته من زوجة وولد وتابع ومرءوس، ومثلها بل أعظم الكلمة في رجل من أهل الفضل والدين الذين هم قدوة صالحة للناس لأنها تزهد فيهم، والكلمة التي فيها رضوان الله إلى يوم القيامة هي الكلمة العظيمة ككلمة شفاعة عند ذي سلطان أنجت من الهلاك قوما أو فتحت له باب خير، وكأمر بالمعروف أو نهي عن المنكر هدى قوما من أودية الضلال، ومن هذا يتضح أن الوعاظ والهداة =

<<  <  ج: ص:  >  >>