للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثالث: عشر في الجنائز (١)

وفيه سبعة فصول وخاتمة

[الفصل الأول: في النهي عن تمني الموت وفي حسن الظن بالله]

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ (٢) أَحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرَ (٣) نَزَلَ بِهِ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّياً لِلْمَوْتِ (٤) فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْراً لِي (٥)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ. وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ قَيْسٌ أَتَيْتُ خَبَّاباً (٦) وَقَدِ اكْتَوَى فِي بَطْنِهِ سَبْعاً (٧) فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ نِهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لَدَعَوْتَ بِهِ. وَلِلْبُخَارِيِّ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ إِمَّا مُحْسِناً (٨) فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ (٩)».

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ (١٠) يَقُولُ: «لَا يَمُوتُ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ تَعَالَى (١١)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَمُسْلِمٌ.


(في الباب الثالث عشر. في الجنائز وفيه سبعة فصول وخاتمة)
الفصل الأول في النهي عن تمني الموت وفى حسن الظن بالله تعالى
(١) جمع جنازة، من جنزه إذا ستره، والجنازة بالفتح والكسر اسم للميت في النعش، فإن لم يكن عليه الميت فهو سرير ونعش، ولسان حاله يقول لكل ناظر إليه:
انظر إليّ بعقلك … أنا المهيا لنقلك
أنا سرير المنايا … كم سار مثلى بمثلك
(٢) بنون التوكيد الثقيلة.
(٣) بالضم والفتح.
(٤) وداعيًا به.
(٥) من الحياة، وحكمة النهى عن تمنى الموت أن فيه نوع اعتراض على القدر الإلهى وفى قوله: اللهم أحينى الح نوع تفويض وتسليم.
(٦) ابن الأرت صحابى جليل.
(٧) لمرض كان به.
(٨) بعمل صالح.
(٩) من العتبى وهى الرجوع إلى الله بالتوبة وصالح الأعمال، وفيه النهى عن تمنى الموت مطلقًا، ولكن روى عن عمر وعليّ وغيرهما تمنى الموت، وحمل على خوف الفتنة في الدين، وإلى هنا الشق الأول، وما يأتى في تحسين الظن بالله تعالى.
(١٠) أي ليال.
(١١) أي يعتقد أن الله به رءوف رحيم، ومنه ما يأتى في كتاب الذكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>