للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة الأنفال (١)

• عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جِئْتُ بِسَيْفٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَفَى صَدْرِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَهَبْ لِي هذَا السَّيْفَ فَقَالَ: «هذَا لَيْسَ لِي وَلَا لَكَ» فَقُلْتُ عَسى أَنْ يُعْطَى هذَا مَنْ لَا يُبْلَى بَلَائِي فَجَاءَنِي الرَّسُولُ فَقَالَ: «إِنَّكَ سَأَلْتَنِي وَلَيْسَتْ لِي وَقَدْ صَارَتْ لِي وَهُوَ لَكَ» (٢)، قَالَ: فَنَزَلَتْ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ﴾ الآيَة. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَصْحَابَ بَدْرِ ثلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ بِعِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهْرَ وَمَا جَاوَزَ مَعَهُ إِلا مُؤْمِنٌ (٣).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ (٤) اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ (٥)» فَأَخَذَ أَبو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: «حَسْبُكَ» (٦) فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ (٧). رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ.

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : نَظَرَ النَّبِيُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ


سورة الأنفال

(١) سميت بهذا لقوله تعالى ﴿يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول﴾.
(٢) فسعد بعد وقعة بدر طلب من النبي سيفا مخصوصا فأبى أن الغنائم ما كانت قسمت، فلما قسمت وجاء ذلك السيف في غنيمة النبي أعطاه لسعد. واختلف الأصحاب في الغنيمة فقال شبانهم: إن الغنيمة لنا لأننا باشرنا القتال. وقال شيوخهم: كنا ردءًا لكم فنحن وأنتم سواء، فنزلت ﴿يسألونك﴾ يا محمد ﴿عن الأنفال﴾ أي الغنائم لمن هي ﴿قل﴾ لهم ﴿الأنفال لله والرسول﴾ يحكمان فيها فقسمها النبي بينهم بالسوية.
(٣) طالوت هو المذكور في قوله تعالى ﴿إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا﴾.
(٤) أي أسألك النصر الذي وعدتني به.
(٥) إن شئت أي هلاك هؤلاء المسلمين لم يعبدك أحد.
(٦) كفاك ذلك.
(٧) وكان كذلك فهزموا وقتل عظماؤهم وولى باقيهم كما أخبره الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>