للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب النكاح والطلاق والعدة (١)

وفيه عشرة أبواب وخاتمة

الباب الأول: في الترغيب في النكاح (٢)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً﴾ (٣). وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنْكِحُواْ الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (٤).


كتاب النكاح والطلاق والعدة وفيه عشرة أبواب وخاتمة

(الباب الأول في الترغيب في النكاح)
(١) النكاح هو لغة: الضم والجمع وشرعا: عقد بين الزوجين يحل به الوطء، والنكاح حقيقة في العقد مجاز في الوطء، فكل نكاح في القرآن فمعناه العقد إلا حتى إذا بلغوا النكاح فهو بمعنى الحلم، وقال أبو حنيفة وجماعة: إن النكاح حقيقة في الوطء مجاز في العقد لحديث: تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة. وحديث: لعن الله ناكح يده. وقيل إنه مشترك بين العقد والوطء وهذا أحسن، وحكمة النكاح العمران الكونى بالتناسل، وتكثير الأمة المحمدية، والأولاد الذين هم زهرة الدنيا وزينها، والتعاون بين الأسر المصاهرة والتآلف بها. والتحافظ من الفسق والآفات، والعون على طاعة الله واكتساب الأجر الدائم بالأولاد، وسمة الأرزاق، والابتلاء بالأخلاق، ومزيد الأجر بالصبر على ذلك، والأئتناس والتحاب والتآلف والتمتع بلذة النكاح بين الزوجين. قال تعالى ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾.
(٢) أي والترهيب من الرهبانية والاختصاء.
(٣) أي تزوجوا بما شئتم من النسوة الخالية من الزواج واحدة أو أكثر إلى أربع، وإن خفتم الجور فاقتصروا على واحدة فهو أهدأ لكم وأسلم لدينكم.
(٤) الأيامى جمع أيم وهو من لا زوج له رجلا أو امرأة بكرة أو ثيبًا، وظاهره أن الشخص يجب عليه إنكاح من تحت إمرته، ويجب عليه النكاح بالأولى فهو واجب عينى إذا تيسرت حاله، ومالت نفسه، وخاف الزنا، وعليه بعضهم وقال الجمهور: إن الأمر للندب لقوله تعالى ﴿أو ما ملكت أيمانكم﴾ فخير بين النكاح والتسرى ولو كان النكاح واجبا لما خير بينه وبين التسرى وإلا بطلت حقيقة الواجب كما قاله الأصوليون، فالنكاح مندوب عند الجمهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>