للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ نَظَرَ فَقَدْ دَخَلَ (١)، وَلَا يَؤُمُّ قَوْماً فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ (٢) وَلَا يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَهُوَ حَقِنٌ (٣) ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ (٤).

إمامة العبد والمولى والأعمى والمرأة والصغير (٥)

كَانَتْ عَائِشَةُ يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ المُصْحَفِ (٦). رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَالشَّافِعِيُّ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ الأَوَّلُون العَصْبَةَ (٧) مَوْضِعاً بِقُبَاءٍ قَبْلَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ (٨) وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآناً. رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ وَهُوَ أَعْمى (٩).


(١) فكأنه دخل بغير إذن، وهو حرام.
(٢) لتقصيره في المطلوب منه وهو إشراكهم في الدعاء: اللهم اهدنا فيمن هديت، فإنه حق لهم عليه وأقرب للإجابة، فقد ورد: إذا دعوتم فعمموا فإنه أقرب الإجابة. والمأمومون رعية الإمام، وهو مسئول عنهم.
(٣) محصور بالبول أو نحوه حتى يتخفف، فإنه أدعى للخشوع، وفقه ما تقدم أن التخفيف مطلوب من الإمام مع عمل الواجبات، وأقل الكمال في السنن، وينبغى مراعاة الناس، ووقت الصلاة من حر وبرد، فيصلى كمقتضى الحال، كما ينبغى الدعاء للجميع، فإنهم عباد الله وفي طاعته.
(٤) بسند حسن.

إمامة العبد والمولى والأعمى والمرأة والصغير
(٥) أي جائزة وصحيحة لعدم المبطل، وكذا إمامة ولد الزنا لأنه لا وزر عليه من صنع أبويه، ولكن مع الكراهة.
(٦) ينظر فيه ويقرأ منه وهو رقيق لم يعتق، فإمامته صحيحة، وبه قال الشافعي ومحمد وأبو يوسف، وقال أبو حنيفة: إمامته فاسدة لأنها عمل كبير على الرقيق.
(٧) بفتح فسكون منصوب على الظرفية.
(٨) واسمه هشام بن عتبة بن ربيعة، وكان سالم أكثر المهاجرين الأولين حفظ القرآن، وكان عبدًا لامرأة من الأنصار عند أبى حذيفة، فأعتقه، فبقى عنده فتبناه، فنهوا عن التبنى، فسمى مولاه كقوله تعالى ﴿فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم﴾ وكان سالم من أفقه الناس وأتقاهم، فكان إماما لبعض أهله قبل العتق وبعده، وسيأتى فضله في الفضائل.
(٩) جعله خليفة عنه على المدينة حين سافر للغزو، فالأعمى والبصير سواء في الإمامة لكثرة خشوع الأعمى، ولزيادة تحفظ البصير من النجاسة، قاله الشافعي وجماعة، ولكن الظاهر أن البصير أفضل لكثرة إنابة النبي للبصراء، وعليه فإمامة الأعمى مكروهة كإمامة ولد الزنا إلا إذا كان أفقه القوم، وعليه الحنفية والحنابلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>