للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ فَقَالَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ قَالَ: «لَا تَقْتُلْهُ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَطَعَ يَدِي، قَالَ: «لَا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ» (١). رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ (٢).

الدعوة قبل القتال (٣)

• عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَمَّرَ أَمِيراً عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ (٤) أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً (٥) ثُمَّ قَالَ: «اغْزُو بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيداً (٦) وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ (٧) فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ


(١) فإنه بمنزلتك أي في عصمة دمه قبل أن تقتله، وأنت بمنزلته في إباحة الدم قبل أن يسلم؛ فمن نطق بكلمة التوحيد فقد عصم نفسه من كل شيء إذا قام بشعائر الدين.
(٢) ولكن أبو داود هنا والبخاري في غزوة بدر ومسلم في الإيمان والله أعلم.

الدعوة قبل القتال
(٣) فدعوة الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم واجبة لقوله تعالى ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾ ولما يأتي، ولئلا يكون للكفار حجة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
(٤) الجيش: أربعة آلاف مجاهد، والسرية: أربعمائة كما يأتي.
(٥) أوصاه بتقوى الله، وأوصاه بالمسلمين خيرا.
(٦) لا تغلوا أي لا تخونوا في الغنيمة، ولا تغدروا: لا تنقضوا عهدا، ولا تمثلوا أي لا تشوهوا القتلى بقطع الأنوف والآذان ونحوها، ولا تقتلوا وليدا أي صبيًا وكذا الشيخ الكبير والمرأة لأنهم لا يقاتلون.
(٧) هي الإسلام والهجرة وإلا فالجزية.

<<  <  ج: ص:  >  >>