للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَلِيَ رضي الله عنهعَنِ النَّبِيِّ ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ قَالَ: «شُكْرَكُمْ تَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا وَبِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا (١)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٢) وَلَفْظَ مُسْلِمٍ: مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ فَقَالَ: «أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شَاكِرٌ وَمِنْهُمْ كَافِرٌ قَالُوا هذِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ (٣) وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا (٤)» فَنَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ إِلَى ﴿أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ (٥) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

سورة الحديد (٦)

مدنية وهي تسع وعشرون آية

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَبِسُّ اللَّهِ جَالِسٌ وَأَصْحَابُهُ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمْ سَحَابُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ : «هَلْ تَدْرونَ هذَا؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هذَا الْعَنَان (٧) هذِهِ رَوَايَا الْأَرْضِ (٨) يَسُوقُهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْكُرُونَهُ وَلَا يَدْعُونَهُ (٩)»، قَالَ:


(١) ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ أي شكر رزقكم من المطر ﴿أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ سقيا الله لكم حيث تقولون: مطرنا بنجم كذا وكذا.
(٢) تقدم هذا في الاستسقاء وفي مزاعم الجاهلية ولفظ مسلم هذا في الإيمان.
(٣) هذا قول الشاكر وهو المؤمن.
(٤) هذا قول الكافر.
(٥) أولها ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ بمساقطها لغروبها، ولا زائدة ﴿وَإِنَّهُ﴾ القسم بها لقسم ﴿لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ﴾ المتلو عليكم ﴿لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ مصون من التغيير والتبديل وهو المصحف ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ من الأحداث وهذا إخبار يراد به الإنشاء ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالَمين * أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ القرآن ﴿أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ﴾ متهاونون مكذبون ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾.

سورة الحديد مدنية وهي تسع وعشرون آية
(٦) سميت بهذا القول الله تعالى فيها ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾.
(٧) العنان كالسحاب وزنا ومعنى.
(٨) جمع راوية وهي ما تروى الأرض بالماء.
(٩) يسوقه أي العنان إلى قوم لا يدعونه أي لا يعبدونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>