للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدَرِ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ (١)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ.

ومنه التلبينة والكحل (٢)

• عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ثُمَّ صُبَّتْ عَلَى ثَرِيدٍ ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «التَّلْبِينَةُ (٣) مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تُذْهِبُ بَعْضَ الْحُزْنِ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَعَنْهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ (٤) وَتَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) ففي هذه النصوص أن الإصابة بالعين ثابتة وأن الشفاء منها إما بالماء وإما بالرقية وستأتي إن شاء الله، والإصابة بالعين طبع في بعض الناس وربما كان في الصالحين، ومن تكررت منه الإصابة بالعين وأتلف شيئًا فعليه ضمانه، ولو قتل فعليه القصاص أو الدية، كذا قال بعضهم. وقال الشافعي لا شيء عليه لأنها لا تقتل غالبًا ولأن الحكم إنما يترتب على منضبط عام دون ما يختص بعض الناس، وعلى كل إن تكررت منه ولم يحصن ما نظره فللحاكم حبسه وإعطاؤه كفايته دفعًا لشره عن الناس. والله أعلم.

ومنه التلبينة والكحل
(٢) التلبينة ويقال التلبين طبيخ من دقيق ولبن وعسل، أو دقيق ودهن وعسل، وسمي تلبينه تشبيها باللبن في رقته وبياضه ويسمى حريرة في بعض الجهات ومهلبية أيضا ويسمي حساء لأنه يحتسي أي يشرب، والكحل ما يوضع في العين.
(٣) التلبينة: مجمه، كملمة أو كمذمة أي مقوية لفؤاد المريض أي معدته، وتذهب عنه بعض الأحزان لأنها سهلة المساغ والهضم، وخفيفة على المعدة، وحلوة تنعش النفس من همومها.
(٤) وللمحزون على الهالك أي الحزين على الميت.

<<  <  ج: ص:  >  >>