للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ﴾ (١). -

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَة ذَهَبَ النَّبِيُّ وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ فَقَالَ الْعَبَّاسُ للنَّبِيِّ : اِجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ فَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ فَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ (٢) فَقَالَ: أَرنِي إِزَارِي فَشَدَّهُ عَلَيْهِ. زَادَ فِي رِوَايَةٍ: فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذلِكَ الْيَوْمِ عُرْياناً (٣). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[تجوز الصلاة في الكعبة والحجر منها]

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا قَدِمَ أَبى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ (٤) فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا الأَزْلَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ». فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ (٥). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.


= ابن رومان: شهدت ابن الزبير حين هدم البيت وبناه فكشفوا له عن أساسه فإذا هي حجارة كأسنمة الإبل. وفي رواية: فإذا هي كالإبل العظام متداخلة في بعضها فبنوا عليها.
(١) البيت الحرام بدل من الكعبة، وقيامًا للناس أي يقوم به أمر دينهم بالحج والعمرة وأمر دنياهم بأمن داخله وجلب الثمرات إليه.
(٢) طمحت بفتحات أي شخصتا إلى السماء خوفًا من ربه لكشف عورته الذي لم يتعوده.
(٣) فقريش شرعت في بناء الكعبة لتصدعها بالسيول وطول الزمن، وكان النبي حينذاك في الخامسة والثلاثين من عمره، وكان ينقل الحجارة معهم، فوضع إزاره على عاتقه بأمر عمه ليحفظه من الحجارة، فوقع على الأرض لكشف عورته فاتزر إزاره، وما رئي بعد ذلك مكشوف العورة ووفقنا للعمل بشريعته آمين.

تجوز الصلاة في الكعبة والحجر منها
(٤) فلم يدخل الكعبة لوجود الأصنام فيها أي التماثيل التي وضعها الكفار ويزعمون أنها آلهة ويعبدونها من دون الله.
(٥) الأزلام القداح، وهي أعواد ثلاثة مكتوب في أحدها افعل، وفي الثاني لا تفعل، والثالث غفل لا شيء فيه، كان أحدهم إذا أراد حاجة كسفر ونحوه ألقاها في الوعاء فإن خرج افعل،=

<<  <  ج: ص:  >  >>