للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتمة: يجوز للإمام (١) أن يستخلف غيره (٢)

• عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ (٣) لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ (٤)، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ (٥)، فَجَاءَ المُؤَذِّنُ (٦) إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ (٧) فَأُقِيمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ (٨) فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَخَلَّص (٩) حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ (١٠)، فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ التَفَتَ، فَرَأَى رَسُول اللَّهِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ ذلِكَ (١١) ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ (١٢) حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ فَصَلَّى (١٣) فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ (١٤): «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ (١٥) إِذْ أَمَرْتُكَ»،


(خاتمة) يجوز للإمام أن يستخلف غيره
(١) وربما وجب إذا طرأ ما ينافي الطهارة، كما إذا رعف أو تذكر أنه محدث، أو سبقه حدث التقديم عمر حينما ضرب في الصلاة لعبد الرحمن بن عوف ، ورعف علي وهو في الصلاة فأخذ بيد رجل فقدمه.
(٢) في أثناء الصلاة كما في حديث سهل، أو من أولها كما في بقية الأحاديث.
(٣) إحدى قبائل الأنصار، وهم من الأوس، وكانت ديارهم بقباء.
(٤) من قتال دار بينهم، وتراموا بالأحجار.
(٥) جاء وقت العصر.
(٦) بلال.
(٧) أي بالناس جماعة، وكان النبي قال له: إن حضرت العصر ولم آتك فمر أبا بكر فليصل بالناس.
(٨) دخل في الصلاة.
(٩) من شق الصفوف.
(١٠) أي الأول. ولمسلم: فخرق الصفوف حتَّى قام في الأول. وفي لفظ: فمشي في الصفوف. وذلك جائز للإمام ومكروه من غيره.
(١١) من الوجاهة في الدين.
(١٢) من غير انحراف عن القبلة، فرجع القهقرى وراءه حتَّى وقف في الصف.
(١٣) إمامًا بالناس، ففيه جواز الاستخلاف في الصلاة، سواء كان الإمام مأمومًا من قبل أو حضر من الخارج، وسواء بقي الإمام الأول في الصلاة أو خرج منها، وعليه الشافعية وجماعة. وقال بعضهم: لا يجوز ذلك، وهذا خاص به ، وفيه جواز إحرام المأموم قبل الإمام. وأن المرء قد يكون في بعض صلاته إمامًا وفي بعضها مأمومًا. وفيه جواز المشي في الصلاة من صف إلى آخر للحاجة.
(١٤) النَّبِيّ .
(١٥) إماما للناس في مكانك:=

<<  <  ج: ص:  >  >>