للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ومنها حنين الجذع لـ ]

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفاً عَلَى جُذُوعٍ (١) مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ فَكَانَ عَلَيْهِ سَمِعْنَا لِذلِكَ الْجِذْعِ صَوْتاً كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ وَفِي رِوَايَةٍ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَرُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ صَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ بِلَفْظِ: فَحَنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ فَمَسَّهُ فَسَكَنَ.

[ومنها انقياد الشجر له ]

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِياً أَفْيَحُ (٢) فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَاتَّبعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ (٣) فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئاً يَسْتَتِرُ بِهِ فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي (٤) فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى إِحْدَاهُمَا


= ثم دار حول بيدر آخر وجلس عليه وقال انزعوه أي الثمر من البيدر أي كيلوا للغرماء حقوقهم فكالوا لهم جميع حقوقهم وبقى مثلها. وفى رواية: وبقى سبعة عشر وسقا فهذه معجزة باهرة ظاهرة لكل الناس. نسأل الله التوفيق وكمال الإيمان به آمين.

ومنها حنين الجذع له
(١) الجذوع جمع جذع وهو عود النخلة وكانت أعمدة مسجد النبي من جذوع النخل، والعشار جمع عشراء وهى الناقة التى مضى عليها من يوم إرسال الفحل عليها عشرة أشهر، فكان النبي أولا إذا خطب وقف واستند إلى جذع نخل من أعمدة المسجد فلما صنع له المنبر وكان عليه يوم الجمعة أي جلس عليه سمع كل من في المسجد لذلك الجذع صوتا كصوت العشار أو كبكاء الصبي فذهب له النبي فوضع يده عليه فسكت، فحنين الجماد لفراقه أعظم معجزة لمن فكر وأنصف واهتدى.

ومنها انقياد الشجر له
(٢) أي أوسع.
(٣) إناء فيه ماء ليتطهر به.
(٤) أي بعيدتين عنه .

<<  <  ج: ص:  >  >>