للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ فَإِنَّمَا تَرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ» (١). رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٢).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» (٣). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ آمِين.

[لا يستعان بالمشرك]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ قِبَلَ بَدْرٍ فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ (٤) أَدْرَكَهُ رَجُلٌ يُذْكَرُ بِالْجُرْأَةِ وَالنَّجْدَةِ فَفَرِحَ بِهِ الْأَصْحَابُ فَقَالَ لِلنَّبَيِّ : جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ (٥) فَقَالَ: «تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ كَالْمَرَّةِ الْأُولَى ثمَّ رَجَعَ فَأَدْرَكَنَا بِالْبَيْدَاءِ فَقَال كَالْأَوَّلِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : «تُؤمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: «انْطَلِقْ» (٦) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) وفي نسخة: ابغوا لي الضعفاء وهم المستضعفون لفقرهم ومسكنتهم أي أحضروهم لي أستعين بهم على ما أنا فيه فإن الله ينصرنا بهم لخلو قلوبهم من الدنيا وتواضعهم وشدة إخلاصهم وصفاء قلوبهم فأعمالهم زاكية ودعاؤهم مجاب، وفيه ما يفيد التوسل إلى الله بأحبابه فإنهم أولى من صالح العمل الذي سبق التوسل به لأصحاب الغار لأن العمل الصالح أثر من آثار الصالحين.
(٢) بسند صحيح.
(٣) فرب شخص قذر لا قيمة له عند الناس ولكنه لو طلب من ربه شيئًا لأجابه في الحال، نسأل الله التواضع آمين.

لا يستعان بمشرك
(٤) موضع على أربعة أميال من المدينة.
(٥) آخذ من الغنيمة.
(٦) فلما أسلم المشرك أذن له النبي بالقتال معهم ولكنه حين كفره لم يستعن به في الجهاد، فلا يستعان بمشرك وعلى هذا جماعة، وقال آخرون: يجوز أن يستعان بالمشرك إن كان حسن الرأي وفيه إخلاص ودعت إليه الحاجة لحديث أنه استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه، وهل يسهم له إذا حضر؟ قال بذلك جماعة، والجمهور على أنه يرضخ له فقط والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>