للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْكمْ آمِنًا فِي سَرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّماَ حِيزَتْ لَهُ الدُّنْياَ» (١)، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

إياك والحرص وطول الأمل (٢)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ (٣).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابّاً فِي اثْنَتَيْنِ فِي حُبِّ الدُّنْياَ وَطُولِ الْأَمَلَ» (٤).

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مَعَهُ اثْنَتاَنِ: الْحِرْصُ عَلَى الْماَلِ وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمَرِ» (٥)، رَوَاهُماَ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا ذِئْباَنِ جَائِعاَنِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفسَدَ لَهاَ مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْماَلِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ (٦)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ (٧).


(١) أي فمن أصبح آمنا في نفسه ليس مطلوبا للهلاك بعافية في جسمه وعنده قوت يومه فكأنما ملك الدنيا وعليه حمد الله وشكره.

إياك والحرص وطول الأمل
(٢) الحرص على الشيء: شدة حبه والتمسك به وأكثره في المال والجاه والعمر، والأمل: ما يؤمله الإنسان ويرجوه. ويسعى له من أي شيء ولكن أظهره في طول العمر وزيادة المال وانتشار الجاه والسلطان، وإنما كانا مذمومين لأنهما يشغلان عن الله تعالى في الغالب والكثير وإلا فنعم الرفيق المال في أيدي الصالحين، والأمل: هو الباعث على كل سعي للدنيا والآخرة فلولا الآمال لخربت الدنيا، نسأل الله أن يكون حرصنا ومالنا وعمرنا وعملنا فيما يرضيه آمين.
(٣) اترك الكفار يأكلوا ويتمتعوا بدنياهم ويشغلهم الأمل عن الأخذ بالإيمان وطاعة الله تعالى فسوف يعلمون إذا حضروا في القيامة وحل بهم العقاب أننا على الحق وهم على الباطل.
(٤) فكل شخص إذا كبر في السن ضعفت كل قواه إلا قلبه فلا يزال شابا قويا في حب المال وطول العمر.
(٥) بل يكبر ابن آدم ويضعف، وحبه لكثرة المال وطول العمر يزيد ويقوي.
(٦) الشرف: العلو في الدنيا، فالحرص على المال والشرف أكثر إفسادا لدين الإنسان من الذئاب الجائعة إذا أرسلت في الأغنام.
(٧) بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>