للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَارْضَ بِماَ قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكنْ أَغْنَى النَّاسِ (١)، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا (٢)، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا (٣)، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ (٤)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ (٥).

• عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحاَلَةَ فَثلُثٌ لِطعاَمِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ (٦)».

• عَنْ عُثْماَنَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَيْسَ لِابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هذِهِ الْخِصَالِ بَيْتٌ يَسْكنُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الْخبْزِ وَالْماَءِ (٧)»، رَوَاهُماَ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ (٨).

• عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحْصِنٍ عَنْ أَبِيهِ أَنْ النَّبِيَّ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ


(١) فمن رضي بما قسم الله له استغنى عن الأمير والخفير والكبير والصغير واكتسب الراحة والشرف.
(٢) كامل الإيمان.
(٣) كامل الإسلام ولا شك أن الكامل من أحدهما يلزمه الآخر.
(٤) المنهي عنه في الضحك هو القهقهة دون التبسم فإنه كان من شيم النبي .
(٥) بسند حسن.
(٦) أكلات بضمتين: جمع أكلة بالضم وهي اللقمة، فأي إناء يملأ شره سهل؛ لأنه إتلاف قليل بخلاف البطن فإن في ملئه تخمة تضر وتؤدي إلى الثقل وكثرة النوم وقلة العبادة، ويكفي الإنسان لقمات تقيم ظهره فإن كان لابد من كثرة الأكل فليكن أثلاثا ثلثا لطعامه وثلثا لشرابه وثلثا للنفسه، وتجشأ رجل عند النبي فقال له: كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة، ففي قلة الأكل خفة الجسم، وصفاء الدم، ونشاط للعبادة، وتنوير للباطن، وإنبات للحكم.
(٧) جلف الخبز: يابسه، وجلفه: كسره فإذا تيسر للإنسان بيت يستره عن الناس ويحفظه شتاء وصيفا، وثوب يقيه المضار ويستر عورته، وخبز يقوته وماء يرويه ويتطهر به فلا حق له في طلب سواها فإن فيها كرامته إلى الممات وعليه حمد الله وشكره، اللهم وفقنا لشكر نعمتك يا رحمن يا كريم آمين. وما أحسن قول القائل.
خبز وماء وظل .... هو النعيم الأجل
جحدت نعمة ربي … إن قلت إني مقل
(٨) بسندين صحيحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>