للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْباً بِعَصَاهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَباً مِنْ أَثَرِ عَصَاهُ ثَلاثاً أَوْ أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً (١) فَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَى فَبرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً﴾». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٢). وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

سورة سبأ (٣)

مكية وهي أربع وخمسون آية

• عَنْ فَرْوَةَ الْمُرَادِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ فَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِهِمْ وَأَمَرَنِي فَلَمَّا خَرَجْتُ سَأَلَ عَنِّي مَا فَعَلَ الْقُطَيْفِيُّ فَأُخْبِرَ بِمَسِيرِي فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «ادْعُ الْقَوْمَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَاقْبَلْ مِنْهُ وَمَنْ يُسْلِمْ فَلَا تَعْجَلْ حَتَّى أُحْدِثَ إِلَيْكَ (٤)»، قَالَ: وَأَنْزلِ فِي سَبَأٍ مَا أُنْزِلَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا سَبَأٌ أَرْضٌ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: «لَيْسَ


(١) وطفق بالحجر ضربا: شرع يضربه بعصاه فصار بالحجر ندب بفتحتين أي أثر من ضربه ثلاث أو أربع أو خمس، فبنو إسرائيل كانوا يغتسلون عراة مع بعضهم وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: ما يعمل ذلك إلا من عيب في جسمه، فكان يغتسل يومًا وحده وثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فتبعه موسى حتى وقف على ملأ من بني إسرائيل فأخذ موسى ثوبه وصار يضربه بعصاه فرأوا موسى وجسمه سليم من أحسن الناس فظهر افتراؤهم وبرأه الله من إفكهم كما قال الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا﴾ مع نبيكم ﴿كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا﴾ ذا جاه عظيم.
(٢) ولكن الترمذي ومسلم في فضل موسى والبخاري في الغسل، نسأل الله كمال الطهارة آمين.

سورة سبأ

(٣) سميت بهذا الذكر سبأ فيها.
(٤) حتى أكتب لك بما يعمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>