للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ : «هَلْ أَنْتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ. وَفِي سَبِيله اللَّهِ مَا لَقِيتِ». قَالَ: فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فَأَنْزلَ اللَّهُ: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ (١).

[سورة ألم نشرح]

مكية وهي ثمان آيات

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ أَيْ لِلْإِسْلَامِ (٢) ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أيْ مَعَ ذلِكَ الْعُسْرِ يُسْراً آخَرَ كَقَوْلِهِ: ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ (٣). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


(١) ولكن الترمذي هنا ومسلم في الجهاد، ولما نزلت هذه السورة كبر النبي بقوله: الله أكبر، وروى: لا إله إلا الله والله أكبر، وروى بزيادة ولله الحمد فيسن التكبير بعدها وبعد كل سورة إلى سورة الناس والله أعلم.

سورة ألم نشرح مكية وهي ثمان آيات
(٢) وقيل للإيمان والنبوة والعلم والحكمة، وكلها نالها النبي ﴿ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض﴾ أثقل ﴿ظهرك﴾ وهذا كقوله تعالى: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك) ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾ بأن تذكر مع ذكرى في الأذان والإقامة والخطبة ونحوها.
(٣) فالعسر في الموضعين واحد لأنه معرفة واليسر فيهما اثنان لأنه نكرة للقاعدة المشهورة: المعرفة إذا أعيدت معرفة كانت عينا والنكرة إذا أعيدت نكرة كانت غيرا كقوله: إلا إحدى الحسنيين فللمؤمن في التربص حسن الظفر وحسن الثواب وللحديث لن يغلب عسر - أي واحد - يسرين اثنين فيكون اليسر أكثر وأغلب نسأل الله اليسر في كل حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>