للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتمة في فضائل بعض الأنبياء صلى اللَّه عليهم وسلم إبراهيم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً﴾.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ (١)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُومِ (٢)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ قَطُّ إِلا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللَّهِ (٣): قَوْلُهُ إِنِّي سَقِيمٌ، وَقَوْلُهُ بَلْ فَعَلْهُ كَبِيرُهُمْ هذَا، وَوَاحِدَةً فِي شَأْنِ سَارَةَ فَإِنَّهُ قَدِمَ أَرْضَ جَبَّارٍ (٤)» وَمَعَهُ سَارَةُ وَكَانَتْ أَحْسَنَ النَّاسِ فَقَالَ لَهَا: «إِنَّ هذَا الْجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أَنَّكِ امْرَأَتِي يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي فَإِنَّكِ أُخْتِي فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ مُسْلِماً غَيْرِي وَغَيْرَكِ فَلَمَّا دَخَلَ أَرْضَهُ رَآهَا بَعْضُ أَهْلِ الْجَبَّارِ أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ قَدِمَ أَرْضَكَ امْرَأَةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَكُونَ إِلا لَكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَأُتِيَ بِهَا فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ


خاتمة في ذكر بعض الأنبياء - إبراهيم
(١) هذا قبل علمه بأنه أفضل الناس أو هذا تواضع وإكرام لإبراهيم لأبوته وخلته وإلا فنبينا أفضل الناس أجمعين.
(٢) القدوم: آلة النجر واسم مكان وهو المراد هنا فإبراهيم حتن فيه نفسه وهو ابن ثمانين سنة أو مائة وعشرين حينما أمره الله تعالى.
(٣) ثنتين في ذات الله أي في مرضاته أملا في إسلامهم هما قوله لقومه: إنى سقيم وليس بسقيم، وقوله بل فعله كبيرهم هذا ولكنه هو الفاعل، والثالثة قوله لامرأته: إن سألك الجبار فقولي إنك أختى وما هي بأخته إلا في الإسلام، ولا يقال إنه كذب أيضًا في قوله للكوكب: هذا ربيى لأنه لم يكن مكلفًا حينذاك أو هو محاورة بخداع لاستدراجهم إلى التوحيد.
(٤) قيل إن ذلك الجبار ملك مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>