للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً»، قَالَتْ: فَظَنَنْتُهُ خُيِّرَ حِينَئِذٍ. رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ فِي فَضْلِ عَائِشَةَ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى مَقْعَدَهُ فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ» قَالَتْ: فَلَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى»، قُلْتُ: إِذاً لَا يَخْتَارُنَا وَعَرَفْتُ الْحَدِيثَ الَّذِي كَانَ يَذْكُرُهُ وَهُوَ صَحِيحٌ فَكانَتْ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ قَوْلَهُ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى (١)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ (٢).

وَعَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ (٣) أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْمَاءِ وَيَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الرَّقَائِقِ.


(١) الرفيق الأعلى منصوب بمحذوف أي أسألك أو أختار الرفيق الأعلى.
(٢) ولكن مسلم في الفضائل والبخارى في الرقائق.
(٣) فكان النبي وهو في النزع بين يديه ركوة: إناء من جلد، أو علبة: إناء من خشب فيها ماء، فكان يبل يده في الماء ويمسح وجهه ويقول. لا إله إلا الله إن للموت سكرات، أي فالموت بطبعه صعب على كل إنسان لأن الروح دخلت كرها وتخرج كرها. وللحديث القدسي الآتى في الرقائق يقول الله ﷿» ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدى المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته» نسأل الله تمام التوفيق وواسع اللطف آمين.

(فائدة) نبينا محمد أفضل خلق الله على الإطلاق لا فرق بين عاقل كالملك والإنسان أو غير عاقل كالحيوان والجهاد من الأرضين إلى السموات إلى عرش الرحمن جل شأنه لأنه أصل الكون كله لحديث عبد الرزاق والبيهقى: أول ما خلق الله نور محمد إلى آخره، ونبينا محمد أحرص الناس على أمته وأرأف الناس على أمته حيًا وميتًا لحديث» حياتي خير لكم تحدثون (أي أمورًا يخفى حكمها) ويحدث لكم (بلفظ المجهول أي أبين لكم حكمها) فإذا أنا مت كانت وفاتى خيرًا لكم تعرض على أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرًا استغفرت لكم» أي كل يوم خصوصية له ، وتعرض عليه أيضًا مع الأنبياء والآباء يوم الاثنين والخميس. رواه ابن سعد بسند موثق اهـ الجامع الصغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>